إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 2 نوفمبر 2011

صفعة إيطالية على وجه المخابرات الأمريكية ...

كانت أحداث 11 سبتمبر 2001 بمثابة إشارة الانطلاق للعربدة الأمريكية المقننة لتعيث في الأرض حروباً واحتلالاً وتجسساً وهيمنة ... وتحت عنوان (الحرب على الإرهاب) أطلقت عملاءها وعيونها وجواسيسها يحركهم ويتابعهم رجال مخابراتها CIA ينتشرون في بقاع الأرض ويستبيحون أراضي الدول وينتهكون سيادتها ويخضعون أنظمة تلك الدول ومرافقها وقواعدها وملاحاتها البحرية والجوية والبرية لخدمة شعارها المقدس" الحرب على الإرهاب" .. ولأن العصا لمن عصى.. ولأن من ليس معنا فهو ضدنا ..

ولأن لائحة قائمة الدول المساعدة للإرهاب جاهزة فقد خضع الكثير من دول العالم "طوعاً أو كرهاً "لبطش أمريكا استجداء لرضاها أو تفاديا لغضبها وتحاشياً لنقمتها وتجنباً لانتقامها.. لذا فقد استباحت مخابرات أمريكا لنفسها إنشاء السجون شديدة الحراسة والرعب في قواعدها المستأجرة في الخارج .. كسجن جوانتانامو في كوبا أو في الدول التي هاجمتها واحتلتها كسجن أبوغريب في العراق وكذا إنشاء سجون سرية خارجة عن رقابة وعيون المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الدولية ..

وبالموازاة لحروبها العسكرية العلنية "الواسعة" أطلقت حرباً مخابراتية سرية واسعة بموجبها أعطت لنفسها حق الاشتباه والمطاردة والاختطاف واعتقال على أي إنسان أياً كانت جنسيته أو هويته أو إقامته في أي مكان أو أي دولة من دول كوكب الأرض .. ثم نقله جواً وإيداعه أحد سجونها العلنية أوالسرية داخل أمريكا أو خارجها لتفعل معه أو به ما تشاء..

بل طورت نشاطها المحموم في المطاردة وعملاً بمبدأ " دفن النفايات الذرية" في بلاد العالم الثالث فقد قامت بتطوير نشاطها المحموم بالتعاون مع أنظمة الدول "الصديقة" لتدفن لديها أنشطتها "الإجرامية" .. وذلك عن طريق اختطاف " الضحية" من على أرض أي دولة ثم نقله جواً إلى الدول "الصديقة" أو " المتعاونة" لتسلمها "الضحية" ملزوقاً على قفاها استيكر مدون عليه طلبات ال CIA من أسئلة واستجوابات واتهامات وعلى الدولة المستلمة أن تقوم بكل ما في وسعها من "خبرات" في تظبيط وتعليق وتعذيب وسحل وكهربة ونفخ وخوزقة "الضحية" للخروج منها "بالمعلوم" أو "بالمعلومات" التي تطيرها الدولة المستلمة إلى أمريكا مع أحر التمنيات بالحصول على الرضا و" التقدير الأمريكاني"...

ولقد سارت هذه العمليات في أمان ال CIA ورغم تسرب رائحتها إلى أنوف المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلا أن الدعاية الأمريكية الجبارة استطعت أن ترش عليها اسبراي التغاضي والتجاهل .. إلى أن وقعت الواقعة .. وكانت وقعتها ووقيعتها على الأراضي الإيطالية في غضون عام 2003.. وذلك حينما كان رجال الCIA الأمريكان يرتعون في غفلة أو تغافل أو استغفال للمخابرات الإيطالية .. حيث صدرت لهم الأوامر باختطاف "مواطن مصري" يدعى "أبو عمر" يقيم في إيطاليا حيث منحته حق اللجوء السياسي.. تشتبه فيه أمريكا "مجرد اشتباه" ..

فقام رجال مخابراتها الذين تسللوا للأراضي الإيطالية باختطاف " الضحية" ونقله من الأراضي الإيطالية إلى قاعدة أمريكية في إيطاليا ثم التحليق به جواً في سماء الهيمنة والعربدة ونقله إلى ألمانيا ثم إنهاء رحلة التنقل والحط به " سراً" في " جمهورية مصر العربية" وتسليمه لها ملطوعاً على قفاه " استيكر" بالطلبات ..من حيث التهمة والأسئلة والاستجواب والاستفسار مع رجاء الإدارة الأمريكية وتطلعها الطموح إلى "تعاون مثمر" ونجاح مأمول اعتمادا على مهارة وشطارة وبراعة وفظاعة أصدقائها في مصر في "تظبيط" الضحية المختطفة والمنقولة جواً" أو "جورا" ً من الأراضي الإيطالية إلى الأراضي المصرية من وراء ظهر البشرية وقد بقي في السجون أربعة سنوات لا تدري به البشر..
وكان من المقدر أن تمر هذا العملية كمثل سابقاتها من عشرات المئات من العمليات على أراضي البسيطة إلا أن "أبو عمر " المصري كان تحت متابعة السلطات الإيطالية والتي رصدت عملية اختطافه من قبل عناصر المخابرات المركزية الأمريكية .. وأمسك القضاء الإيطالي خيوط "العملية" ..

وهنا تبدأ رحى أنقى وأسخن معركة في الدوران .. معركة بين العدالة -والتجبر .. بين القضاء -والهيمنة.. بين الدفاع عن السيادة و استمراء انتهاكها.. بين قانون الحق - وقانون الغاب .. بين حقوق الآدمية و صكوك الاستعباد ...

معركة كان سيدها القضاء الإيطالي الذي واجه مثلت أمام منصته وخضعت أمام سلطته أعتى إمبراطورية عرفها التاريخ .. لم تفلح قوتها أو عظمتها أو جبروتها أو مواءماتها السياسية أو مساوماتها أو تهديداتها أو "معوناتها" أو سطوة مخابراتها أو الخشية من احتقان علاقاتها بإيطاليا ..

لم يفلح كل ذلك في إرهاب أو التأثير على نزاهة وعدالة وشجاعة القضاء الإيطالي الذي مضى في القضية وأمر بملاحقة والقبض على أكثر من خمسة وعشرين فرداً من عناصر المخابرات المركزية الأمريكية ..

وانتهى القضاء الإيطالي إلى إصدار حكمه يوم الأربعاء 4 نوفمبر / تشرين الثاني بإدانة عناصر السي.أي.إيه واثنين من الإيطاليين بينما أسقطت الدعوى عن الرئيس السابق للسي.أي.إيه في روما والمسئولين الأول والثاني في المخابرات العسكرية الأمريكية. وحكمت على روبرت سيلدون لادي رئيس محطة وكالة المخابرات المركزية السابق في ميلانو، بالسجن ثماني سنوات، كما حكم على 22 عنصراً سابقاً بالسجن خمس سنوات، وحكم على عنصرين في الاستخبارات الإيطالية بالسجن ثلاث سنوات.
كما قضت المحكمة بأن يدفع هؤلاء الذين عوقبوا بالسجن تعويضاً قدره مليون يورو لنصر المشهور بأبو عمر و500 ألف يورو لزوجته. وصدرت الأحكام بحق الأمريكيين جميعا غيابياً بعد أن رفضت الولايات المتحدة تسليمهم، الأمر الذي يجعلهم مطاردين دولياً.. كما صرح أبو عمر أنه سوف يرفع دعوى أخرى أمام القضاء الإيطالي بالمطالبة بتعويض ضد ( الذين عذبوه) بمبلغ عشرين مليون يورو..

ياسلام على الدنيا لما تكون فيها السيادة للقانون والاستقلالية للقضاء والنزاهة للقضاه والاحترام لحقوق الإنسان بصرف النظر عن جنسيته أو عقيدته أو بلده..

أنظر مدى السمو والعلو والرقي والتحضر والنزاهة والشجاعة التي تحلت بهم إيطاليا بقضائها حين دافعت عن سيادة أراضيها وعن حقوق أحد الناس (الغرباء) البسطاء في إسباغ حمايتها ورعايتها له ..

أنظر إلى أي الدرجات ارتفعت إيطاليا..

وأنظر أيضا إلى أي الدركات هبطت أمريكا بعربدتها وبلطجتها وبطشها وظلمها وكيف هبط معها الذين نفذوا لها رغباتها وتفانوا في إظهار الولاء لها بالبطش وتعذيب وسجن "مواطن" يحمل جنسية وهوية من عذبوه ..

                                                             آه يا زمن...

 طباعة الموضوع    حفــظ الموضوع    المفضلـة    أرسل المــوضوع    Face Book    أبلغ عن إساءة

1.  تعليق بواسطة : مدون السيد بدر الدين عيسى - بتــاريخ : 11/8/2009 - 7:43 PM رد على تعليق السيد بدر الدين عيسى
عنوان التعليق: الدركات , والدرجات
استاذ محمد , تحياتى لك , شكرا على الموضوع القيم , على اننى لن انظر الى الدرجات , فقد آلمنى عنقى من كثرة النظر اليها الى على فى كثير من المناحى , وعن الدركات فنحن نعيشها يوميا , ماذا لو اقترحنا عليهم ان نتخصص فى مجال التعذيب وانتزاع الآعترافات , علنا نبذ فى شىء ونكون فيه الأول على العالم , او حتى من ضمن احسن خمسمائة جامعة ؟ واكرر لك تحياتى
 أبلغ عن إساءة
2.  تعليق بواسطة : مدون السيد بدر الدين عيسى - بتــاريخ : 11/8/2009 - 7:44 PM رد على تعليق السيد بدر الدين عيسى
عنوان التعليق: تصحيح
نبز وليس نبذ
 أبلغ عن إساءة
3.  تعليق بواسطة : مدون محمد شحاتة - بتــاريخ : 11/9/2009 - 4:48 PM رد على تعليق محمد شحاتة
عنوان التعليق: رد على تعليق أستاذ / سيد بدر الدين عيسى
مرحبا استاذنا الكبير.. بصراحة أنا دايما في تنقلاتي أتابع المدونات على تليفوني المحمول وقرأت تعليقك ولفتت انتباهي كلمة "نبذ" قلت آه ... مسكناها للكبير.. ولما نزلت للتعليق التاني لقيتك واخد بالك ولحقتها بأسرع من الصوت .. قمت ضحكت ..وكأني حسيت إنك قريت أفكاري... زي ما قريت أفكاري في الموضوع نفسه وحطيت إيديك على المهم أو على المغزى ... تحياتنا أستاذنا الكبير...
 أبلغ عن إساءة
4.  تعليق بواسطة : sameer mahmoud - بتــاريخ : 11/9/2009 - 7:09 PM رد على تعليق sameer mahmoud
عنوان التعليق: اين نحن و القضاء ؟
الاستاذ محمد المحترم , بكل اجلال و تقدير ارفع اسمى ايات الاحترام لكل قضاء نزيه . فبه تستحق الدولة و مواطنيها الحياة المثلى , و ان ينعموا بما في الدنيا من مباهج و نعم . هكذا يكون العدل و الانصاف , فايطاليا التي عانت كثيرا من سوء القضاء و الى و قت قريب جدا , ها هي تتحدى الجبروت و الصلف الامريكي , بعد ان كانت جيوب الفساد تستشري في كثير من مؤسساتها . الا ان العدل اساس الملك و من فقده فقد السيادة و اضاع الاوطان . و اقبل احترامي.
 أبلغ عن إساءة
5.  تعليق بواسطة : مدون محمد شحاتة - بتــاريخ : 11/9/2009 - 7:40 PM رد على تعليق محمد شحاتة
عنوان التعليق: رد على تعليق /sameer mahmoud
وأنابكل إجلال و تقدير أرفع أسمى آيات الإعجاب بتعليقك الموجز المعبر الجميل والذي كنت أتمنى أن أختتم بمثله هذا المقال.. وبالفعل فإن القضاء الإيطالي قد كشف بالفعل عن الموازين الحقيقية التي بها يمكن أن نقيم ثمة قضاء .. فالقول باستقلالية ونزاهة وحيادة القضاء سيظل قولاً مرسلاً مالم يكن له ظل في الحقيقة والواقع ويلمس الإنسان بصماته جلية كمثل ما لمسها من القضاء الإيطالي المهيب العظيم .. شكراً لك سيدي وخالص تحياتي..
 أبلغ عن إساءة
6.  تعليق بواسطة : عبد العراقي - بتــاريخ : 11/9/2009 - 7:55 PM رد على تعليق عبد العراقي
عنوان التعليق: على العرب ان يتعلموا
ليس غريبا على ايطاليا وريثة روما صاحبة اول مجلس شيوخ واول حكم يخضع للقانون .......نتمنى ان يتعلم العرب اصحاب الرسالة التي تحض على حكم القانون الواحد الذي يخضع له الكل الغني والفقير القوي والضعيف نمتنى ان يتعلموا شيء من قوة ايطاليا في الحق ..........تحياتي
 أبلغ عن إساءة
7.  تعليق بواسطة : مدون سعود عايد الرويلي - بتــاريخ : 11/9/2009 - 9:03 PM رد على تعليق سعود عايد الرويلي
عنوان التعليق: اخ محمد شحاته
موضوع قيم وذا اهميه واشاركك الرأي بما قلته (ياسلام على الدنيا لما تكون فيها السيادة للقانون والاستقلالية للقضاء والنزاهة للقضاه والاحترام لحقوق الإنسان بصرف النظر عن جنسيته أو عقيدته أو بلده.. )واتمنى ان يحدث ذلك في وطننا العربي استقلال القضاء واحترام حقوق الانسان ؟ فهل سيتعلم من ذلك من هو به جاهلا . اشكرك جدا والسلام
 أبلغ عن إساءة
8.  تعليق بواسطة : مدون محمد شحاتة - بتــاريخ : 11/9/2009 - 10:35 PM رد على تعليق محمد شحاتة
عنوان التعليق: لم نبلغ مبلغهم يا عبد بعد ..
نعم يا عبد .. هذه المرة لايمكننا المكابرة أو حتى التجرؤ على المقارنة بين العرب جميعاً وبين لإيطاليا فيما يخص القضاء من حيث الضمانات والنزاهة والحيادية والشجاعة والجرأة والاستقلالية .. أعتقد أن المسافة بيننا وبين إيطاليا شاسعة جداً .. فلا أظن أن دولة عربية يمكنها أن تسمح لقضائها فضلاً عن مواطنيها أن يلاحقوا دولة بحجم أمريكا ويقاضون مخابراتها بل والحكم عليهم ولو غيابيا بالسجن انتصافاً لأحد المواطنين .. المواطن عندنا لم تبلغ قيمته الدرجة التي تعرض دولته لمواجهة مع دولة أخرى بحق أمريكا.. هذه يا أخ عبد من المرات التي نحني هامتنا إجلالاً وإكباراً لإحدى دول العالم المتحضر بحسبانها دولة متحضرة بحق وتستحق أن نشهد لها وأن نشهد على غيرها.. شكراً لك يا عبد..
 أبلغ عن إساءة
9.  تعليق بواسطة : مدون محمد شحاتة - بتــاريخ : 11/9/2009 - 10:49 PM رد على تعليق محمد شحاتة
عنوان التعليق: استقلال القضاء ضمانة لأمان الوطن والمواطن ...
حمدا لله على سلامتك أولاً سيد سعود .. وأعتقد أن الهواجس التي انتابتنا لغيابك يومين لها علاقة بمقالنا هذا .. فلقد أثار السيد عوني ظاهر وخاوفنا حينما ذكر أنك نشرت موضوعاً ثم فوجئ باختفاء الموضوع وغيابك عقب حذفه لمدة يومين مما أثار الهوجس لديه ولدينا حينما كتب بشأنك .. وهذا دليل أن الوطن العربي بأكملة وبلا استثناء يستشعر فيه المواطن هواجس الخطر على غيره إذا كان متعرضاً للشأن العام أو لقضايا الأمة أو الإدلاء بآرائه بشيء من الحرية و"الفضفضة" فهنا يستشعر عدم الأمان لغياب ضمانات حمايته أو الخوف من تكييف آرائه في خانة لا تلقى ترحيب أولي الأمر فيقع في دائرة المساس به أو بحريته .. نتمنى أن تستشعر الشعوب العربية جميعها بوجود ضمانات حريتها وحرية تعبيرها عن آرائها وضمانات أمنها وأمانها وذلك بتوافر الاستقلالية لمؤسساتها ومنها القضائية حيث يستشعر المواطن بكيانه وبأمنه وأمانه وتيقنه من أنه في حماية القانون والقضاء من ثمة مساس به .. وأعتقد أن ذا ما وفره القضاء الإيطالي "المستقل " "النزيه" لأحد "الغرباء" اللاجئين في إيطاليا حين أسبغ عليه القضاء حمايته وسعى إلى انصافه حتى ولو كان ذلك إحداث مواجهة كاملة مع دولة بحجم أمريكا حتى ولو تعرضت العلاقات بين إيطالي وأمريكا للخطر أو حتى الصدام.. فكرامة الدولة والدفاع عن سيادتها وحماية المقيمين على أراضيها كانت لكل ذلك ألأولوية في نظر اقضاء الإيطالي .. نتمنى أن نصل إلى هذا الرقي وأن نرتفع إلى هذه الدرجات في يوم من ألأيام .. نحمد الله على سلامتك سيد سعود وتحياتنا لك .. وشكرا لك..
 أبلغ عن إساءة
10.  تعليق بواسطة : احمد زيدان - بتــاريخ : 11/9/2009 - 11:18 PM رد على تعليق احمد زيدان
عنوان التعليق: حقيقه مؤلمه افضل من خداع مبشر
خالى العزبز ...اولا لك منى تحيه على اسلوبك الخارق والصارم كما تعودنا منك .....ثانيا انته دايما تواجهنى انا وجيلى من الشباب بالواقع المؤلم الحزين المنفر وكثير ا ما اود ان اطلب منك تبشرنى ولو كذبا بمستقبل مشرق ولكن يصرخ بداخلى صراع الواقع قائلا انه الواقع واجه واجه واجه لامفر من الظلم والجور
 أبلغ عن إساءة
11.  تعليق بواسطة : قارئ - بتــاريخ : 11/11/2009 - 4:43 PM رد على تعليق قارئ
عنوان التعليق: الامريكن اعترفوا بالجريمه
يعتزم المطالبة بـ 10 ملايين يورو تعويضًا.. "أبو عمر المصري" لـ المصريون: الحكم بسجن ضباط "سي آي إيه" في قضية اختطافي أعاد لي اعتباري وكرامتي كتب صبحي عبد السلام (المصريون): | 07-11-2009 01:24 قابل الشيخ أبو عمر المصري، إمام المركز الإسلامي بمدينة ميلانو الإيطالية بارتياح حكم القضاء الإيطالي الصادر الأربعاء الماضي بتعويضه بمليون يورو ومعاقبة 23 من ضباط المخابرات الأمريكية "CIA " بالسجن بعد إدانتهم بالتورط في جريمة خطفه من أحد شوارع ميلانو عام 2003. وأشاد الإمام المصري ومحاميه منتصر الزيات بالحكم الصادر، ووصفاه بأنه "انتصار كبير وقصاص عادل" من أولئك الذين قاموا باختطافه وتعذيبه، وقالا إن الحكم أعاد الاعتبار لضحية ما عرف بالسجون الطائرة، بعدما تم اختطافه وترحيله إلى مصر الذي تعرض للاحتجاز بسجونها حيث قالت هيئة الادعاء إنه تعرض للتعذيب. وقال "أبو عمر" في تصريح لـ "المصريون": الحكم الذي صدر بسجن المجرمين الأمريكان وتعويضي بمليون يورو وتعويض زوجتي نبيلة غالى بنصف مليون يورو أعاد لي الاعتبار، مضيفا: "سأواصل مشواري في مقاضاة هؤلاء المجرمين حيث سألجأ للمحكمة المدنية للمطالبة بتعويض قدره عشرة ملايين يورو، كما أن المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان ستنظر قريبا دعوى قضائية قمت برفعها بهذا الشأن". وكان المسئول بالاستخبارات الأمريكية مايكل سكيوار ذكر أن إدارة الخدمة السرية بالجيش الإيطالي، أقرت العملية، فيما أكد مسئول آخر بـ "CIA" رفض ذكر اسمه، لشبكة "CNN " الإخبارية الأمريكية أن وكالة الاستخبارات الأمريكية عرضت العملية على نظيرتها في إيطاليا، حيث تم تنفيذ العملية المشتركة. وقال أبو عمر إن رئيس المخابرات العسكرية الإيطالية نيقولا بولارى ونائبه وعددا من قيادات المخابرات الإيطالية هربوا من المحاكمة بالاحتماء بالحصانة التي يوفرها لهم القانون الإيطالي واستندوا في ذلك إلى أن محاكمتهم ستلحق أضرارا بالغة بالأمن القومي الإيطالي. ورغم الترحيب الشديد الذي أبداه المحامي منتصر الزيات بالحكم الصادر بتعويض موكله وسجن خاطفيه من أعضاء المخابرات الأمريكية إلا أنه أكد أنه سيواصل مخاصمة الحكومة الإيطالية لرفضها إعطاء "أبو عمر" تأشيرة دخول لايطاليا. وأكد أنه سيسافر خلال أيام إلى ايطاليا لإقامة دعوى التعويض لصالح "أبو عمر" بقيمة 10 مليون يورو، موضحا أيضا أنه يعتزم مقاضاة حكومة سيلفيو برلسكونى لإغلاقها المركز الإسلامي الذي كان أبو عمر بعمل إماما فيه، بحجة أن صلاة المسلمين في هذا المركز تسبب إزعاجا شديدا للمواطنين الإيطاليين.
 أبلغ عن إساءة
12.  تعليق بواسطة : m3 el 7k - بتــاريخ : 2/13/2010 - 2:08 PM رد على تعليق m3 el 7k
عنوان التعليق: العين بالعين
حتى لو نفترض انى هما الامريكان غوغائين ده من حقهم تخيل كده و انت فى حالك يجى شوية ارهابيين مرتزقة يدمرولك مبنى و يقتلو اكتر من 3 الاف شخص الرد الطبيعى انى لو حد عمل كده معايا ابيده هو و اللى 0000000فدا شى عادى اللى بتعمله امريكا تطبيقا لمبداء العين بالعين
 أبلغ عن إساءة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق