إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 2 نوفمبر 2011

خطايا ثورة يوليو ومآسيها

خطايا ثورة يوليو ومآسيها
في مقالنا السابق "عيد الثورة بأي حال عدت يا عيد" تناولنا ثورة يوليو1952 من وجهها الأبيض .. وعرضنا لمحاسنها وانجازاتها على المستوى المصري والعربي بل وأثرها على الساحة العالمية .. واليوم نتحدث عن ذات الثورة ولكن من وجهها الآخر .. الوجه القاتم ونعرض لمساوئها والأخطاء التي ارتكبتها والتي ارتقت لمرتبة الكوارث التي بقيت آثارها نجرعها ونجترها حتى اليوم وذلك من وجهة نظرنا نحن ولا نصادر على آراء ونظرات الآخرين سواء من يتفقون أو يختلفون معنا في هذا الشأن ..ولسوف نورد أخطاء الثورة أو ضباط الثورة في النقاط التالية مثلا لا حصر:
استئثار ضباط الجيش الأحرار بالسلطة والحكم
ثار الضباط الأحرار على الملكية باعتبارها حكماً توارثياً واستبدلوها بنظام جمهوري يقوم على نقل السلطة إلى يد الشعب ولكن بقيت يد الشعب فارغة حتى يومنا هذا إلا من ورقة استفتاء على مد فترة الحكم للحاكم وبها خانتين لإبداء الرأي الأولى فيها كلمة نعم والثانية فيها كلمة نعم أيضا لذلك تأتي نتيجة الاستفتاء دائما 99.999%موافقة .. وهو أمر قتل عند الشعب روح الطموح وأعاقه عن تخريج كوادر قادرة على إبداء رأيها والاضطلاع بشئون البلد والانخراط في تحمل مسئولياته .. حيث انحصرت كافة السلطات بقوة القانون والدستور في يد فرد واحد فقط هو الرئيس ولا شيء بعده مما أحال البلاد إلى أزمة شديدة في القيادات وبقاء الرئيس هو الواجهة الوحيدة التي تبقى ولا تشيخ ولا تنتهي إلا بالموت بكافة أشكاله.
توزيع السلطة على الضباط والموالين بمقياس الولاء لا بمقياس الكفاءة
ليس أدل على ذلك من حالة عبد الحكيم عامر كمثال صارخ بصفته احد الضباط الأحرار والصديق "الأنتيم" للزعيم جمال عبد الناصر والذي كان يجب أن يأخذ نصيبه من كعكة السلطة أو كعكة الثورة حيث تم تصعيده من رتبته التي توازي رتبة "مقدم" مبتدئ في الجيش إلى رتبة "المشير" وهي أعلى رتبة عسكرية جعلت جميع قيادات الجيش تحت يده وتأتمر بأمره مما خلق وضعاً كارثياً انتهى بهزيمة مروعة على يد اسرائيل التي اكتسحت بموجبها جيوش دول عربية مجتمعة وأبادتها في ستة أيام دون ان يطلق الجيش المصري طلقة واحدة ولا زالت توابع هذه الهزيمة المنكرة نعانيها وندفع استحقاقاتها حتى اليوم ولا نعرف إلى متى ..
إصدار قوانين بغرض إنصاف الطبقات الدنيا والوسطى دون مراعاة التوازن الاجتماعي :
أصدرت الثورة تبعاً لمبادئها الستة المعلنة قوانين التأميم والمصادرة و الاستيلاء على أملاك من وصفتهم بالإقطاعيين ووزعتها على الشعب .. وهي قوانين تم تنفيذها بتجاوزات تحت المبدأ السامي النبيل حيث تم فرض الحراسة والاستيلاء على أموال وقصور ومنازل ومصانع وأراضي أناس اكتسبوا أموالهم وأملاكهم بالتجارة الحلال ولكنهم قد جرفهم تيار الثورة ومبادئها فخربت بيوتهم وتشتتت أسرهم ..
كما أنه نتيجة أزمة الإسكان التي تخلفت عن الحرب العالمية الثانية ولحماية استقرار الأسر الفقيرة فقد تم إصدار قوانين بإبقاء المستأجرين للأماكن السكنية والمحلات وغيرها في أماكنهم بقوة القانون إلا ما لانهاية وهو ما خلق وضعاً مأساويا انتهى إلى ما يشبه الذبحة الصدرية في مصر الآن دون ان تجد له حلاً .. حيث انه مع تعاقب السنين وتغيير الهيكل الاجتماعي للطبقات في مصر والانفتاح الاقتصادي وارتقاء طبقة المستأجرين السلم الاجتماعي وارتفاع دخلها مع بقائها ماسكة بزمام الأملاك المستأجرة تحت يدها وبذات القيمة الإيجارية أيام الثورة "بضعة ملاليم أو قروش قليلة" الأمر الذي أودى بحياة طبقة الملاك وتدميرهم وأسرهم جراء الحرمان من الانتفاع بأملاكهم التي قبض على رقبتها المستأجرون بحكم قانون الثورة السرمدي فمات الملاك جوعى مشردون وبقى السكان يتاجرون بهذه المساكن ويعشون ويؤجرونها من الباطن والدولة تقف مكتوفة الأيدي ولا تفلح محاولاتها لرأب هذا الصدع الذي خلقته الثورة على حساب الأبرياء.
تكريس نظم الحكم الفردي المطلق المستبد على حساب الديمقراطية الحقيقية ..
تحت شعار لا صوت يعلو على صوت الثورة ثم تغييره بعد هزيمة يونيو المنكرة إلى لا صوت يعلو على صوت المعركة .. فإنه تحت هذا الشعار تم وأد كل أو أي فكر يعارض مجرد المعارضة النزيهة لتوجهات الثورة أو بالأحرى قيادات الثورة فكل رأي أو كل فرد صاحب رأي يتم اتهامه بأنه عدو الثورة ومن ثم يستحق الإعدام شنقاً غير مأسوف عليه كما تم خنق أي محاولة لتدول الحكم أو لإرساء قواعد الديمقراطية كل ذلك في سبيل تأمين نظام الحكم الثوري الفردي الزعامي المطلق مما أدى إلى سحق المعارضة وخلق اتجاه أحادي منفرد انتهى إلى حكم فردي سلطوي أبعد الشعب تماماً عن مسك زمام أمره أو المشاركة في تقرير مصيره أو إعداد كوادر من أبنائه يحملون المسئولية الأمر الذي انتهى بنا إلى ما نحن فيه من تأخر عن الركب العالمي والتأخر في مجال الحريات والديمقراطية وبقاء السلطة بعيداً عن الشعب وارتكازها في يد بضعة أفراد يعرفون قواعد اللعبة جيداً ويديرونها في ظل غياب أو تجاهل أو زهد أو قرف الشعب الذي يكتفي بالجلوس في مقاعد المفرجين يشاهد ويستخدم ذخيرته التي لا تنفذ من السخرية منهم ومن نفسه .. ويجلس أمام مسلسل الملك فاروق ليترحم في مفاجأة صاعقة على أيامه وكأن هذا الشعب يلوم نفسه على انسياقه بلا وعي خلف أبنائه الأحرار الذين حدثوه عن فساد الملك فاروق فإذا بالشعب يرى فساداً تعجز عن الإتيان به مملكة الأباليس جميعها .. وكما حدثوه عن إقامة عدالة اجتماعية فإذا بمصر كلها تقع في قبضة ممن لا يزيدون عن عدد أصابع كفيها وقدميها استولوا على جميع مقدراتها دون ان تعرف كيف بينما بقيت الأغلبية الكاسحة كسيحة حتى عن القدرة على شراء رغيف العيش وبقاء عشرة ملايين من بناتها عانسات وانسحاق الطبقة الوسطى مع الطبقة الدنيا لا سكن لهما إلا المقابر أو المساكن الشعبية الضيقة الخانقة ..
وهكذا بدأت الثورة كمثل حلم داعب خيال المصريين وكان يمكن لها لو توافر بعض الإخلاص أن تكون نموذجاً للثورة الخالدة في حياة الشعوب وفي سجلات التاريخ ولكنها انحرفت عن مسارها .. نعم انحرفت عن مسارها بقدر الفارق ما بين مبادئها الستة وما بين الستة أيام مدة حرب وهزيمة يونيو 1967 ..
لذلك انتهت الثورة إلى كابوس مروع نتيجته الهزيمة في كل شيء وانتهاء كل شيء ولم يبقى بيد المصريين إلا الضحك الساخر كمضاد حيوي يبقي المصري على قيد المقاومة حتى لا تفترسه مخالب الهزيمة النفسية المروعة .. وفي انتظار أن ينفض هذا الشعب عن نفسه ركام الإحباط ليستعيد دورة الحياة ثانية فهو شعب لا ينتهي بهذه السهولة ..

 طباعة الموضوع    حفــظ الموضوع    المفضلـة    أرسل المــوضوع    Face Book    أبلغ عن إساءة

1.  تعليق بواسطة : أحمد الكناني - بتــاريخ : 7/29/2009 - 10:10 PM رد على تعليق أحمد الكناني
عنوان التعليق: شركات الاتصالات تتجسس على مستخدميها وتسجل
في السعوديه أخطر ما يحدث من شركات الاتصالات إتصالات وموبايلي أن موظفيها يتجسسون ويتنصتون على مكالمات المواطنيين ويسجلونها ويوزعونها بينهم بل أن بعضهم قام بإستخدام التسجيل لإبتزاز الفتيات وهناك الكثير من الحوادث المثبته وللأسف الشركات المذكوره تتستر على موظفيها ولا تعاقبهم ..... ويمكن كل مكالماتك مع أختك أو أمك أو زوجتك أو خطيبتك مسجله وموزعه كمان وأنت آخر من يعلم وأيضا هم يعرفون رقمك ورقم خطيبتك أو زوجتك فيقومون بإبتزازها أو إزعاجها أو إفسادها بالوسائط القذره والصور الإباحيه والرسائل النصيه .... التي يراودونها فيها عن نفسها وهم في كل ذلك يستعملون أرقام لا يمكن تعقبها ......... حاميها حراميها .... فأحذروا وحذروا نسائكم وزوجاتكم ..... تحيه للجميع
 أبلغ عن إساءة
2.  تعليق بواسطة : محمود جابر - بتــاريخ : 7/30/2009 - 12:21 AM رد على تعليق محمود جابر
عنوان التعليق: فصل الخطاب
منذ البدء هالنى حجم انتقادك للقرارات التى جاءت فى صالح الطبقة الوسطى ، وكانها طبقة قذرة كان لا يجب أن ياخذ اى شىء، ولن أقول لك أنه يبدو من اسمك أو طلعتك أنك ابن لطبقة أقل من الوسطى ... بيد أنى اعترف لك بالحرفية فى كتابة الموضوع حرفية كاتب غير موضوعى ، فالثورة يا أخ محمد - اعتقد أنه اسمك المفضل، خرجت فى وقت المنطقة تتأهل فيه لصراع مفتعل ما بين العسكر والاصولية ،بيد أن شخص "جمال" كان استثناء عن كل خيوط لعبة الاستخبارات فعجزة كل اجهزت الاستكبار أن تكسر عنقه بطريق المباشرة والمواجهة ، فجاء خياراتها من الابواب الخلفية ، عن طريق دعم الاخوان المسلمون وتأمر مملكة ابن سعود ،وما بين محاولات اغتيال 1954الى تنظيم سيد قطب 1965جرت احداث التآمر على الوحدة وجر مصر الى معارك اليمن التى استطاع -خائن الحرمين- ان يسرق منطقة جيزان ونجران بمعرفة المخابرات المركزية الامريكية والموساد - وأن لم تكن تعلم فارجو ان تراجع - ويمكن فى سياق المراجعة ان تحاول أن تعرف مساهمة السعودية فى حرب 1967 مع الصهيونية وليست مصر، وفى هذا السياق يمكن ان تقرأ علاقة السادات بالمخابرات السعودية وعودة التحالف ما بين رجال المخابرات الامريكية والاصولية الدينية حين استطاع السادات ان يعقد المصالحات التاريخية مع القتلة من الاخوان المسلمين ، ثم تنامى فصائل اخرى من الوهابية ك"انصار السنة "، والطبعة الاخرى منها ك" السلفية" و" التكفير والهجرة" ... كل هؤلاء مجتمعين راحوا يجتهدون فى محو شخصية مصر ومحو كل ذرة كرامة وعزة وديانة واستبدالها بشكل جديد ... وتبقى القضية اه لو ان عمر لم يقتل وان عثمان لم يغتال وان الحسين لم يخرج ... فمن قتل ابن الاكرمين غير عصابة الكفر... لعن الله امة قتلته ... ومن سبب فى خروج الناس على عثمان .. اليس الاثرة والحرص وترك الطبقة الوسطى والدنيا .. إنها ازمة مفاهيم لا ازمة تاريخ ، وما اظنكم مستوعبين.. فنظام الملالى فى ايران مجرم ويقتل السنة فى العراق (!!) والسعودية بنت بكر لم يضاجعها كل كلاب الارض(!!) والقدس عروس عروبتكم ، فلما ادخلتم كل ذناة الارض الى حجرتها ووقفتم تسترقون السمع لفض بكارتها وصرختم فيها ان تسكت صونا للعرض ما اشرفكم اولاد ( ....). اما نجيب الذى تتباكى عليه ، ولا تعرف او تتجاهل ماذا فعل ، فقليل من الحياد - يرحمك الله- ستعرف انه تآمر مع الاصولية الوهابية الاخوانية ضد الثورة وفتح عن طريقهم قنوات اتصال بالامريكان ... وان حملناك على عدم المعرفة ،فإنا لا نخلى ساحتك من سوء القصد .
 أبلغ عن إساءة
3.  تعليق بواسطة : مدون محمد شحاتة - بتــاريخ : 8/2/2009 - 5:19 PM رد على تعليق محمد شحاتة
عنوان التعليق: رد على / محمود جابر
أما أنا فلن أعلق على أخطائك الإملائية الفادحة والتي تأكدت أنها ليست مطبعية وانما هو مستواك.. ولن أعلق على عدم لياقتك في الحوار .كما أنني لن أعلق على ظنك الخاطئ .. كما لن أعلق على تحليلك وفهمك الهزلي للأحداث .. كما لن أعلق على السبع فقرات المكررة التي تضمنها أي شيء تكتبه حتى ولو لم تكن لها علاقة بما كتبتها من أجله .. كما لن أعلق على غمزك ولمزك غير اللائقين .. وأخيراً يمكنني اعتبار تعليقك مثالاً خامساً مضافاً للأمثلة الأربعة لخطايا الثورة ومآسيهاالواردة بمقالنا عاليه ..
 أبلغ عن إساءة
4.  تعليق بواسطة : محمد شحاتة - بتــاريخ : 5/16/2010 - 9:52 AM رد على تعليق محمد شحاتة
عنوان التعليق: رد على تعليق/ أحمد الكناني
شكرا لك وتقبل تحياتي .. آسف على التأخير في الترحيب بك
 أبلغ عن إساءة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق