إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 9 أكتوبر 2011

الأطلال

تحمل هذا الاسم قصيدةٌ من أكثرِ القصائد المغنّاةِ اشتهاراً في العالم العربي 00 وما زالت متربعةً في وجدان شعوبه على اختلاف ثقافاتها ولهجاتها وأذواقها00 ولِدت أيام كانت الأمة العربية تتواعد من المحيط إلى الخليج وتلتف شعوبها حول " المذياع" في الخميس الأخير من كل شهرٍ حيث يحمل إليها الأثير عبارةً كانت تخرج من رحم الشموخ ومن بيت العرب حقيقةً لا مسخاً 00 " هنا القاهرة" 00 ذلكم كان الموعدُ مع حفلةٍ من حفلات " كوكب الشرق " السيدة "أم كلثوم" 00 ويوم شَدَتْ أم كلثوم بقصيدتها " الأطلال " للشاعر الكبير " إبراهيم ناجي" فقد أسكرت القلوب وأخذت بألباب الناس  00 وما كانت كلمات هذه القصيدة رغم فصاحتها تشكل عائقاً أو مانعاً من انسياب عذوبة المعاني وجزالتها إلى الآذان ومنها إلى الوجدان مباشرةً 00ورغم نسبة الأمية المتفشية إلا أنك تجد أغلب طبقات المجتمعات العربية تكاد تحفظ هذه القصيدة  وغيرها بنطقٍ سليمٍ لا يشوبه عوارٌ أو ركاكةٌ00وربما لا يعلم الكثيرون أن أم كلثوم قد تدخلت بنفسها في اختيار أبيات هذه القصيدة من أكثر من قصيدة للشاعر الطبيب إبراهيم ناجي 00 بل أنها عدّلت مطلع القصيدة الذي نصه" يافؤادي رحم الله الهوى " إلى المطلع الأشهر " يا فؤادي لا تسل أين الهوى" وقد قدّمت وأخرّت وبدّلت وغيرّت إلى أن أخرجت القصيدة في ثوبها وسياقها الذي نعرفه الآن0 فلا تكاد تدري أهو سحر أم كلثوم الذي أخضع القصيدة للتبديل والتغيير بغير أن تفقد رونقها أو أن تخرجها من سياقها بل تزيدها جمالاً وبهاءً وانسجاماً 00 أم هي عبقرية ناجي التي أخرجت قصيدة تلين بين يدي " نحّات" ليخرجها قطعة فنية شعرية تعيش في وجدان الأجيال!! 0



كان هذا في الزمن الجميل 00زمن أن كان للغناء عمالقةٌ مثلما كان للشعر وللموسيقى عمالقة 00 وكان للغة العربية حرّاساً يذودون عنها ذود الجنود عن الوطن 00ويمنعون السفاسف أن ترد حياضها0فتشمئز الأذن من نشاز القول اشمئزازها من نشاز اللحن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق