إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 10 أكتوبر 2011

هذا الرجل 000 المجنون

أخيراً ..
أقر وأعترف بأن هذا الرجل هزمني..
 لم أستطع أن أنال منه .. أو أن أطولهُ أو أطاولهُ..
وما كانت محاولاتي من قبل للمساسِ به إلا كمثلِ محاولة الكسيح مجاراة الصحيح !! غاظني منه أنني كلما اطّلعتُ عليه ناقداً ناقماً أجده يشيح عني معرضاً موغلاً سادراً في غيه .. غير مبالٍ بسهام نقدي ولا مهتم بسيوف نقمي..
ماضٍ في طريقه لا يأبه لمعارضيه .. معتد في نفسه لا يسمع لمنتقديه .. مهما تظاهرنا بالإعراض عنه والنفور منه .. إلا أننا دائما ما نتصاغر أمام منطقه وحجته وأدلته وتشبيهاته ومقارناته وقرائنه..  ثم نتقازم أمام عدم مبالاته برأي أو بصد أو بنقد أو بحقد أو بحسد..
نهرع لمقاله . وننصت لكلامه . ونتابع كل شاردة وواردة تأتي منه .... وتصدع له قلوبنا بينما تنصدع منه عقولنا ... تعرفه وتصدقه نفوسنا... بينما تنكره وتلفظه أنفاسنا  ... سببناه وشتمناه وطاردناه وأنكرنا منه هدمه لثوابتنا.. وكسره لحواجزنا... وخدشه لأعرافنا.. وتعييبه لتقالدينا .. بينما نحن في داخلنا كل واحد منا يتمنى أن يكون مثيله أو حتى نصيفه ...نتمنى جرأته وانفلاته وجنونه وانعتاقه وكبرياءه وعربدته في أفكارنا وأحلامنا وأفهامنا...     
نبحث عنه دون أن يشعر أو أن نشعر .. ونقف على أخباره دون أن ينتبه أو أن ننتبه... يزعجنا أن يضبطنا متلبسين بمقاله أو بقالته دون أن نهيل عليه تراب ضيقنا ورمال تبرمنا منه ... يُروّعنا بقوته العجيبة وإصرارهِ الرهيب على كسر تابوه حياتنا ومقاليد أعرافنا ومعيشتنا التي جبلنا عليها ... لم يحزنه – هذا ما لمسناه- قولنا فيه ... ولا محاولات تسفيهنا له ... أو نيلنا منه .. أو سبه أو شتمه أو مطاردته بلا توقف وبلا رحمة منا ولا شفقة .. بل كل ما أحزنه وكسر فؤاده ألا يشعر أحد بما يجول في خاطره وفي قلبه .. هو يتمنى أن يكون كل الناس مثله .. حباً فيهم ..  بينما يتمنى كل الناس أن يكون هو مثلهم حسداً فيه..  أنكرنا منه قلة أدبه وانعدام حيائه ونأيه عن مراعاة آدابنا وأخلاقنا ومبادئنا وشرفنا وكرامتنا ومكانتنا وأعراضنا وأعرافنا وعاداتنا وتقاليدنا..  طالبنا بعزله عنا ..  بنفيه منا .. بقتله..  بكفره..
إلا أنه يبدو لي أنه هزمنا جميعاً بصلابته وعناده وصموده ومقاتلته على ما اهتدى إليه قلبه وأناب إليه عقله وكونه فينا من الزاهدين ..
هذا الرجل – وأعترف- غلبني بمقاله السهل .. إلا انه الممتنع ..  بفكره الهادئ .. إلا أنه الممتلئ ضجيجاً وصخباً .. بقوله البسيط.. إلا أنه العصي على المجاراة والمضاهاة .. بقلبه الضعيف .. إلا أنه المفعم بمشاعر لا قبل لنا جميعاً بها.. بعقله ولبه الشارد .. إلا أنه شرود من يعلم ما لا نعلم .. ومن يرى ما نرى.. ومن يدري ما لا ندري ..ومن يفهم ما لا نفهم . ومن يشعر بما لا نشعر..
هل عرفتموه ؟؟
لا لا  ليس ذلك طبعاً ..لا تذهبوا بعيدا !!!
انما عرفه منكم من شاركني رأيي واعترافي هذا  ..
خاصة الذين أصابهم شئ مما أصابه .. بعد أن تابعوه .. وتداولوه .. وتناولوه .. وتدارسوه .. وتناقلوه ..
 الذين تذوقوا منه- شِعراً-  أحلى  وأنقى  وأقسى  وأتقى  وأجمل  وأفضل  وأروع  وأوجع وأبدع شعور إنساني ..
إنه هو –
       المجنون –
              مجنون ليلى –
                         ( قيس بن الملوح) ...
                                
                                                " لنا معه موعد"
 طباعة الموضوع    حفــظ الموضوع    المفضلـة    أرسل المــوضوع    Face Book    أبلغ عن إساءة

1.  تعليق بواسطة : محمد شحاتة - بتــاريخ : 5/15/2009 - 5:00 PM رد على تعليق محمد شحاتة
عنوان التعليق: إلى السيد / سعود المقاطعي
عذراً يا سيدي 00فقد أضطررت إلى إعادة نشر هذا الموضوع حيث يبدو ان النشر لم يعد لنا فيه حظ إلا سويعات وتمحى تحت وطأة أقدام زملائنا 00 ومع ذلك فإنني سعيد جداً بتعليقك وسؤالك عن مكانة أبي الطيب المتنبي 00 ومن يا سيدي ينكر الشمس في مطلعها وما قلته انت في المتنبي إنما هو غيض من فيض ألقابه وصفاته وأثره وتأثيره 00 ولكنني تكلمت عن المجنون لتأثري البالغ بقصته وبأشعاره في ليلى العامرية 00 وإن شاء الله سأتناول ما تيسر لي من بعض أشعاره لتناول معاً وجبة تنقي صدورنا وترقق قلوبنا وتثير مكامن العاطفة فينا 00 شكرا لك00
 أبلغ عن إساءة
2.  تعليق بواسطة : ازهر مهدي - بتــاريخ : 5/15/2009 - 5:32 PM رد على تعليق ازهر مهدي
عنوان التعليق: عالم بلا ليلى
سلام عليكم ، ان من يكتب عن المجنون لا بد ان يكون قد اكتوى بنار ليلى ، اتمنى ان تكون بردا وسلاما ، عموما يا استاذ فأن قصة قيس بن الملوح قد اشتهرت لدى غير العرب ايضا من الفرس والاتراك وحتى بين الهنود الناطقين بالاوردية اكثر منا نحن العرب واول من تناولها من غير العرب كان الشاعر الفارسي - التركي نظامي كنجوي في منظومته الخماسية الشهيرة لتصبح اول قصة رومانسية عربية تتجاوز الحدود الجغرافية ولم يقم بنظمها الا شاعرنا الكبير شوقي في عهد متأخر متأثرا بالاتراك فهو حسبما اعلم يجيد التركية، وان كلمة مجنون قد انتقلت الى تلك اللغات واكتسبت معنى واله او عاشق ، وللاسف لم نهتم كثيرا بهذه القصة الرائعة لكننا نتمنى ان نمر على الديار وان نجد فيها ليلى هذه المرة، عموما نحن بأنتظار بقية المقالات مع التقدير 
 أبلغ عن إساءة
3.  تعليق بواسطة : منى محمد - بتــاريخ : 5/16/2009 - 12:07 AM رد على تعليق منى محمد
عنوان التعليق: صباح المروءة
بحب أشكرك يامحمد والله خجلتني بكرمك وشهامتك ومروءتك والتي لاأشك بها أبدا وهذا عشمي في أهل مصر دائماً حاضرون وبقلب صادق ...تعجبني شجاعتك التي لاتقتصر على تدوين والله كنت سعيدة وانا بقرأ تعليقك ودفاعك ووقفتك فعلا الرجال مواقف وافعال ...بس وحياتك بريئة هههههههههه والله العظيم بريئة ورغم كل الي اتحذف بقولها ليك بصراحة رغم اني شقية وبشاكس الا اني عرفت انو انا بجد امام رجل حقيقي صبااااااااحتك بعيدة عن الجنون وعندي مشاكسة زغننه هههههههههه رجعت ريما لعوايدها القديمة )) ههههه السؤال بيقول: ياترى لو قيس المجنون اندمج في غرامو بليلاه وعاشو حالة حب خاصة :)) ياترى قيس هايتجنن على ليلى ؟؟؟؟ ولا هايسكت ويقول امر ربنا راحت كلشي قسمة ونصيب ؟؟ تتوقع كده ولالا ؟؟ صبااااااااااااحك فل وياسمين
 أبلغ عن إساءة
4.  تعليق بواسطة : محمد عابدين - بتــاريخ : 5/16/2009 - 3:49 AM رد على تعليق محمد عابدين
عنوان التعليق: وكيف ينام المرء مستشعر الجوى .
وقد كنت أبكي والنوى لا أظنه ... بنا وبكم لم ندر ما الدهر صانع ........ هذا المجنون كم كنت أحب جنونه شابا ً ولازلت أبحث عن جنونه كهلا ً.. تقبل تحياتي .. محمد عابدين
 أبلغ عن إساءة
5.  تعليق بواسطة : محمد شحاتة - بتــاريخ : 5/16/2009 - 4:25 PM رد على تعليق محمد شحاتة
عنوان التعليق: رد على تعليق / أزهر مهدي
آه يا ازهر اللدود 00 حتى في "مجنون ليلى" تطاردنا بالفرس 00للأسف سيكون كل كلامنا في المجنون عن الحب فقد سقط حرف الراء من بين حرفي الحاء والباء فالقادم حب لا حرب 00وسرني أن تكون أول من علق بعد الأخ سعود الذي ذهب مني تعليقه 00 انتظرني يا صديقي اللدود فالمجنون عبارة عن محطة حب نستريح ونركن إليها ثم نستأنف القتال 000 أما عن المجنون فأنا متيم به بالفعل وما كان دخولي إيلاف إلا من زاوية الأدب ولكن أعصارص آخر جرفني بعيداً وأتمنى أن أعود إلى قواعدي الأدبية سالماً " غانماً" ههه لهذا نشهد لك بصحة تحليلك في تعليق سابق لك فيما يخص ميولنا الأدبية والساخر منها على وجه الخصوص 00 تحياتنا لك
 أبلغ عن إساءة
6.  تعليق بواسطة : محمد شحاتة - بتــاريخ : 5/16/2009 - 4:57 PM رد على تعليق محمد شحاتة
عنوان التعليق: رد على تعليق/ منى محمد
يا منى أنت في "معركتنا" مقاتلة بدرجة "فارس" 00يعني " سير" بالأمريكاني اللي انتي بتحبيه 00والفارس إذا تعثر جواده أو اهتز أو سقط السيف من يده ولو للحظة يجب أن يتوقف القتال فوراً حتى يستعيد توازنه وسيفه 0فليس من الرجولة التخلي عنه أو طعنه في هذه اللحظة 00 وانتِ ربما لا تعرفينني بينما عرفني " مهنياً" - إلى حد كبير- الأستاذ الكبير محمد عابدين بفراسته وخبرته 00 وصدقيني 00 أنت ملح المدونات 00ولا يمكن أبدا تصورها بدون زهورك واشواكك 00حمدا لله على السلامة 00 ونلتقي في معركة أخرى شرسة - لن أرحمك فيها- على ساحة المدونات 0 وفي ذلك يحضرني قول المجنون ( وقد يجمع الله الشتيتين بعدما -- يظنان كل الظن أن لا تلاقيا) 0مرة أخرى حمدا لله على السلامة 0000
 أبلغ عن إساءة
7.  تعليق بواسطة : محمد شحاتة - بتــاريخ : 5/16/2009 - 5:37 PM رد على تعليق محمد شحاتة
عنوان التعليق: رد على تشريف الأستاذ الكبير / محمد عابدين
علامَ تخافُ البين َوالبين ُ نافع--- إذا كان قرب الدار ليس بنافع000 الله الله الله يا أستاذي 00 لكأنك إذاً من المريدين 000 مدونتنا المتواضعة استضاءت بنور حضورك 00 إئذن لي أن أبرح مدونتي لأستظل بواحتك مشاركاً ومساهما في مقالكم الأخير الرائع " اتقاء الفتن" بتعليق منا متواضع 000 شكراً لكم 00
 أبلغ عن إساءة
8.  تعليق بواسطة : منى محمد - بتــاريخ : 5/17/2009 - 5:01 AM رد على تعليق منى محمد
عنوان التعليق: دا سبب عشقي لمصرنا
وانا هاعتبرك استاذ مش خصم لسبب واحد انك رجل حقيقي وتحترم رجولتك وانا بحترم جدا الانسان الي بيحترم رجولته .... أما عن السقطة ياسااستاذي الفاضل هي مش سقطة هو انتقاد وجه واعتبر انتقاص ههههههههه بس وحياتك يامحمد انا بستفيد من كل حاجة تتكتب وتتقال حتى لو ضدي لان الحياة هي التي تعلمك عن احوال البشر فحين اكتب موضوع او اقدم دراسة لابد من وجود احتكاك مباشر مع المطلوب دراسته وهذا مااقوم به وانا اكرر شكري لشهامتك شفت كيف شعب مصر طيب وعرفت ليه يامحمد انا بعشق مصر ؟؟؟
 أبلغ عن إساءة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق