إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

حرية تعبير .. أم رغاء بعير ؟!

أصابته ضربة سيف على وجهه فسقط بين أجساد القتلى والجرحى الممددة بالآلاف على ثرى حطين .. وسرى الخبر الذي حمل إلى بلاده نبأ سقوط أورشليم في يد صلاح الدين وهلاك جميع فرسان المعبد الذين هم خيرة وعماد الحملة الصليبية .. تهاوت زوجته "سيسيليا" على الأرض فرقاً و جزعاً لسماعها الخبر المشئوم.. فقد فرقت الصراعات على السلطة بينهما بعد أيام من زواجهما وزجوا به ضمن فرسان الحملة الصليبية .. بينما زجوا بها في دير للراهبات لتخلو لهم السلطة ... في اللحظة التي انخلع قلبها حينما وقع عليها خبر هلاكه .. كانت ارتعاشة تنبو عن أجفان عين الفارس الجريح وهو يجاهد لفتح عينية ليجد نفسه في سرير أنيق ونظيف وليرى بصيص وجه رجل يتبسم حين رآه يستفيق ..
 فسأله الفارس الصليبي وهو في غاية الوهن والضعف والجروح تكاد تغيب معالم وجهه ... أين أنا ؟
فأجابه الرجل الباسم .. أنت في دمشق..            فسأله ثانية؟ كيف أنني لم أمت؟
فمال الرجل على وجهه وهو ممسك بمنديل مبلل بالماء يمسح عنه العرق؟ هذا السؤال يجيبك عنه أخي ..
وكان أخوه الذي أجاب عن السؤال هو الناصر (صلاح الدين ) نفسه .. قائد المسلمين الذي أنقذ الفارس الصليبي حينما سقط مضرجاً في دمائه وأمر بعلاجه وأولاه أفضل عنايته ورعايته وحدثه عن أن المسلمين لايريدون بغياً في الأرض ولا ينامون عن حقهم السليب أبداً ولا يغيب عنهم شرف الخصومة مبدأً ..
وجهز صلاح الدين الفارس الصليبي بما يلزمه من عدة وعتاد والمال الذي يعينه على العودة إلى بلاده الاسكندنافية الباردة ليحمل إليها رسالة صلاح الدين والمسلمين إليهم وأرسل معه مرشداً أميناً يصطحبه حتى أطراف الحدود ...
كانت هذه ضمن أحداث فيلم "أجنبي" شاهدته بالأمس مصادفة وعنوانه( ARN-RIKET VID VAGENS SLUT) ..
عاد الفارس الصليبي إلى بلاده وهو في شدة الامتنان والتأثر من نبل وشهامة وكرم وشجاعة المسلمين والممثلة في قائدهم صلاح الدين ليخوض الفارس معارك توحدت فيها تحت رايته النرويج والدانمارك ..
نعم الدانمارك التي وبعد أكثر من ثمانمائة عام من إطلاق صلاح الدين سراح فارسهم الصليبي الذي وحدهم بعد فرقة ولملم أشتاتهم ..
فقد خرج منها اليوم ( زبد ورغاء ) كرغاء البعير سال من ( حنك) أو من ريشة "لافرق" رسام دانماركي ليس ليسيئ ويهين به بعضاً من المسلمين أو قوادهم بل انعطف على رمز رموزهم "نبيهم ورسولهم" ليستخف به ويرسمه متخيلاً إياه في صورة ساخرة هازئة مهينة ثم يزعم الوقح ومن والاه أنها حرية التعبير...وأن هذه هي صورة المسلمين في الغرب.. "الإرهاب" و"التخلف" و"العنف" ..
ومصيبتنا ليست في مهاويس ومتعصبي أوربا أو الغرب عموماً ممن ساندوا وأيدوا وشجعوا ذلك البعير الدانماركي على أن ينثر رغاءه لوحات تهين نبينا ورسولنا ..
لكن المصيبة السودا والتي هي أسود من قرن الخروب هي فيمن يدافع عنه من بني جلدتنا ويلتمس له الأعذار و:انه لا يعرف الفرق بين حرية التعبير وبين تعمد الإهانة والإساءة والتحقير والتشهير ..
أوربا التي أنتجت قوانين صارمة باترة شديدة الحزم لحاكمة أي شخص أياً كان اسمه أو مركزه ينكر أو حتى يشكك في حدوث أو في حجم المحرقة أو الهولوكوست أو حتى يتناولها بغير الصورة والزاوية والطريقة التي ترضي الصهاينة اليهود .. وكل من تسول له نفسه ذلك يطارد ويشرد ويقاطع وتمتنع مطابع الغرب كلها عن طباعة جميع كتبه أو منشوراته أو أعماله ... ويصير مكانه في لمح البصر من علية القوم إلى أسفل السافلين و لا تنفعه توبة ولا يفيده ندم إذا أراد التوبة والندم على المساس بالمحرقة النازية لليهود رغم أنه حدث من أحداث التاريخ تقبل بل يجب أن تخضع للدراسة والتأويل والتفنيد وغير ذلك من حوادث التاريخ..
فأنت تستطيع أن تجدف على الذات الإلهية في أوربا والدانمارك وفرنسا وغيرها ولك أن تشكك في وجود الله ذاته فهذه من مطلقات الحرية.. ولكنك لا تجرؤ أن تفتح فمك لتجدف على المحرقة أو الهولوكست أو تشكك فيها..
هذه هي حرية أوربا في التعبير.. هذه هي الحرية على النظام الغربي .. وعلينا نحن المسلمون أن نخضع لمعاييرهم حتى نصير متحضرين بنظرهم .. وحتى نصير آدميين في عيونهم.. وحتى نبرأ من تهم الإرهاب والتخلف إلخ إلخ .. إن نظرة هؤلاء المهاويس والمتعصبين ضد كل ما هو عربي أو مسلم عموماً ليست ملونة بسوء أعمال المسلمين أو بالجرائم التي يرتكبها بعض أفرادهم أو جهالهم أو سفهاؤهم (عند الغرب من يماثلهم إرهاباً وجهلاً وسفهاً وتعصباً وحمقاً وربما يفوقونهم) ولكن نظرة هؤلاء موجهة للإسلام كدين وعقيدة ورمز .. وهي نظرة تاريخية ليست نبت الأحداث ولا من وحي الحوادث ولا من قرقعات التفجيرات ولا هي وليدة الوقت الحاضر ولا حتى القرن الذي انصرم...
إن تقدمهم ونهضتهم التي قامت على أعتاقنا وساهمنا نحن لهم فيها بخيرات بلادنا التي نهبوها وأراضينا التي استعمروها وسواعد أبناء شعوبنا الذين استعبدوهم واتخذوهم سخرياً حتى قفزوا إلى ما قفزوا إليه فوق أجسادنا وجعلوا يرقصون على جثثنا وهم يتبادلون أنخاب النبذ الأحمر المعتق .. ليتقدموا هم ولنتأخر نحن .. ليعيشوا هم ولنتعذب نحن.. وليلهوا هم ولنئن نحن.. ثم ليمارسوا حرية رأيهم على رموزنا ومقدساتنا ولا يجوز لنا نحن إلا الصمت أو الموت...
يبدو أن نسوا أو تناسوا سبب هزيمتهم المنكرة هم وجميع جيوشهم الصليبية .. وها نحن نذكرهم بما نسوا..
فالقدس والشام كانت تحت يد الاحتلال الصليبي وكانت القدس تسمى ب (القدس اللاتينية) وكان أحد قواد الصليب ويدعى (رينالد أرناط) الذي تحصن بحصن "كراك " الواقع في الطريق من سوريا إلى مصر والحجاز . وكان معروفاً عنه النزق والعربدة والبلطجة والإجرام اللامتناهي وتحت حماية ملك المدينة المقدسة آنذاك "غي دي لوزينيان" .. فهاجم قافلة متجهة من القاهرة إلى دمشق ونهبها وسلبها وسجن أفرادها جميعه رغم وجود هدنة تؤمن طريق التجارة بين البلدين .. بل كان يخاطبهم بكل وضاعة قائلاً ( قولوا لمحمد يدافع عنكم ) يقصد نبي الإسلام متحدياً وساخراً ..
وحين طالب صلاح الدين في الحال ملك القدس بالتعويض عن الضرر والإفراج عن الأسرى و محاسبة الناهب، ولكن الملك لم يجازف بمس تابعه القوي رينالد، فكان أن قرر صلاح الدين إعلان الحرب وعندما هزمتهم جيوش المسلمين وقد أسرت ملك بيت المقدس ومعه مائة وخمسون تبقوا من فرسان المعبد وتم أسر المجرم (أرناط) وغيره من كبار قادة الصليبيين .. فأكرمهم صلاح الدين وأنزلهم منزلة تليق بكرامتهم ومكانتهم وأمر لهم بالماء المثلج في عز القيظ ولم يعط المجرم "أرناط " الماء وقتله وفاء لنذر نذره مرتين إحداهما لما أراد "أرناط" المسير إلى مكة والمدينة، والأخرى لما نهب القافلة واستولى عليها غدرًا".. فكان أن برّ صلاح الدين بيمينه و ضرب عنق "أرناط" ...
لذا يبدو أن سلالة الفارس الصليبي وملك القدس والقواد وفرسان المعبد والقواد الصليبيين الذين أحسن إليهم صلاح الدين وأكرم نزلهم وأعادهم إلى بلادهم قد انقرضت بينما انتثرت سلالة (أرناط) لينحدر منها أمثال ذلك الرسام ومن على شاكلته ليعيد على أسماعنا وعلى مرائينا ذات معاني الاستخفاف والسخرية من نبي الإسلام والتي فاه بها من قبله ومنذ ثمانمائة عام جده الملعون (أرناط) الذي لقي مصيره العادل على يد صلاح الدين ..
فلماذا يعجبون إذا انتفض أبناء المسلمين حمية وذوداً عن حياض رسولهم إذا مسها زبد أو رغاء من بعير!!!
 طباعة الموضوع    حفــظ الموضوع    المفضلـة    أرسل المــوضوع    Face Book    أبلغ عن إساءة

1.  تعليق بواسطة : مدون تاج الدين عبدالسلام - بتــاريخ : 1/4/2010 - 12:27 PM رد على تعليق تاج الدين عبدالسلام
عنوان التعليق: هو رغاء بعيـر ..
[..إن تقدمهم ونهضتهم التي قامت على أعتاقنا وساهمنا نحن لهم فيها بخيرات بلادنا التي نهبوها وأراضينا التي استعمروها وسواعد أبناء شعوبنا الذين استعبدوهم واتخذوهم سخرياً حتى قفزوا إلى ما قفزوا إليه فوق أجسادنا وجعلوا يرقصون على جثثنا وهم يتبادلون أنخاب النبذ الأحمر المعتق .. ليتقدموا هم ولنتأخر نحن .. ليعيشوا هم ولنتعذب نحن.. وليلهوا هم ولنئن نحن.. ثم ليمارسوا حرية رأيهم على رموزنا ومقدساتنا ولا يجوز لنا نحن إلا الصمت أو الموت...] .. هذه هي حقيقة (الحضارة)الغربية ياسيد سامي .. وسواء إعترفوا أم لا بحقائق غير هذه كثيرة من أمثال مواقف صلاح الدين وغيره كثيرون من رموز المسلمين . والتي لن يستطيعوا نكس هاماتها . فالتاريخ يبقى خير شاهد ويصعب تحريفه أتدري لماذا ؟.. لأن الإسلام أكثر من مجرد تاريخ . فهو حضارة . بل وحضارة جامعة للإنسانية . ولجميع البشر على اختلاف ألوانهم ولكناتهم ومذاهبهم ومعتقداتهم الشخصية . فالإسلام هو دين الحرية ألم يقل المولى في معنى ماقال سبحانه وتعالى أنه من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ؟.. وقال أيضا (ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)ما يعني علم العليم بحدوث تشعبات عقائدية ومذهبية أو حتى روحانية سيتيه في ظلماتها البشر وهم في كل ذلك أحرارا لكن الفائز منهم هومن يعتنق الإسلام فقط . جميع البشر منحوا الحرية الدنيوية وعليها سيحاسبون في الحياة الأخروية . فليؤمن من شاء بماشاء وعهد الله أننا المسلمون لن (نسخر)منه ومن معتقده . وعهد الله أن الظالم والمعتدي على رب العباد وأنبياءه ليقتصن منه اليوم أو غدا . فالدين وكل رموزه من الله منصور .. أطيب التحايا.
 أبلغ عن إساءة
2.  تعليق بواسطة : عبد الله العمري - بتــاريخ : 1/4/2010 - 12:33 PM رد على تعليق عبد الله العمري
عنوان التعليق: رد على الأخ محمد
كما قلت المشكلة في الطابور الخامس الذي برر الرسوم المسيئة ومنع الحجاب بل انه برر حتى منع المآذن !فماذا تنتظر من هؤلاء ؟أما بالنسبة لعلاقاتنا مع الغرب فهي المشكلة أننا ننسى وأن الغرب حاقد وتذكر ماقاله اللنبي عندما دخل الى القدس برفقة الجيش العربي عام 1918 وقال : الان انتهت الحروب الصليبية و ماقاله قائد الجيوش الفرنسية المحتلة لسوريا عندما دخل دمشق وداس على قبر صلاح الدين ثم قال : الآن عدنا ياصلاح الدين .شكرا على المقال المتميز وأرجو أن تزور مدونتي للتصويت على مدونةالعام 2009 مع تحياتي.
 أبلغ عن إساءة
3.  تعليق بواسطة : مدون سعود عايد الرويلي - بتــاريخ : 1/4/2010 - 2:30 PM رد على تعليق سعود عايد الرويلي
عنوان التعليق: الف شكر وتحيه
الف شكر وتحيه لهذا القلم الشريف الذي لاتأخذه في كلمة الحق لومة لائم واسمح لي اخ محمد ان اقدم لك اعجابي الشديد بما تكتبه وبما انت مؤمن به واصرارك علىه حتى لو اغضب الجميع منك . كما هو مكتوب اعلاه فأنك ستجد عليه من القدح من طابور وللاسف خامس وسادس وسابع الى المليون وجميعهم للاسف منا ويقومون بهذا العمل لمصلحه شخصيه ولا يهمهم مايعود على الامه من خلال موقفهم من اضرار وللاسف ان هذا الوباء مستشري حتى اكاد اجزم ان القضاء عليه قد يكون مستحيلا لانه قد وصل الى مراحل متطوره جدا حتى بات متأثر به من اسفل القاعده الى اهلى الهرم في الوطن العربي واصبح من يخالف ذلك الرأي هو النشاز وهو ضد حرية الرأي شكرا واكرر اعجابي واضم صوتي الى صوتك بنسبة مئه بالمئه وفقك الله وحماك والسلام
 أبلغ عن إساءة
4.  تعليق بواسطة : مدون محمد شحاتة - بتــاريخ : 1/11/2010 - 8:57 AM رد على تعليق محمد شحاتة
عنوان التعليق: رد على تعليق الأستاذ/ تاج الدين عبدالسلام
مرحبا أستاذ نا تاج الدين .. نأسف على التأخير ولكن ربما التحضير لموضوع "محمد بطل ألأبطال للفليسوف توماس كارليل" والذي نشرته آنفا ً كان من أسباب تأخري في الترحيب بتعليقكم الكريم ولا أحتاج لشكرك على هذا التعليق فإنما أنت قد أدليت بدلوك في أمر هو أشد الأمور التي تخصنا كعرب ومسلمين وحقاً قلت (وعهد الله أن الظالم والمعتدي على رب العباد وأنبياءه ليقتصن منه اليوم أو غدا . فالدين وكل رموزه من الله منصور ) سلم قلمك ولسانك شكراً لك سيدي وأطيب التحايا..
 أبلغ عن إساءة
5.  تعليق بواسطة : مدون محمد شحاتة - بتــاريخ : 1/11/2010 - 8:59 AM رد على تعليق محمد شحاتة
عنوان التعليق: رد على تعليق الأستاذ / عبدالله العمري
أهلاً أستاذ نا عبدالله العمري .. نأسف تماما على التأخير في الترحيب بتعليقكم .. والطابور الخامس فعلاً هو مشكلتنا الأساس .. وهو أخطر علينا من أعدائنا الظاهرين .. ولكن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وصادقون .. شكراً سيدي ولك أطيب تحية ..
 أبلغ عن إساءة
6.  تعليق بواسطة : مدون محمد شحاتة - بتــاريخ : 1/11/2010 - 9:04 AM رد على تعليق محمد شحاتة
عنوان التعليق: رد على تعليق الأستاذ/ سعود الرويلي
أهلاً ومرحباً بك أستاذنا الرويلي .. لقد أخجلتم تواضعنا .. وإن لمما يسعدني غاية السعادة أن يكون ما كتبناه إنما هو صدى لما يعتمل في نفسك وأننا قد عبرنا عما يجيش بصدرك وبصدر كل غيور على دينه وعلى نبيه ورسوله .. ويشرفني أن أقدم لك شهادة الفليسوف الاسكتلندي الغربي الكبير "توماس كارليل" عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث اعتبره بطل الأبطال والمثل الأعلى ودافع عن النبي وهو ليس على ملته بأفضل مما رأيناه من كثيرين يتسمون بالإسلام ... أرجو أن يكون هذا الموضوع ( محمد .. بطل الأبطال) في ميزان حسناتنا وحسناتكم يوم العرض على الله .. شكراً لك سيدي وتقبل خالص التحية والسلام ..
 أبلغ عن إساءة
7.  تعليق بواسطة : بعير الشكرة - بتــاريخ : 5/3/2010 - 1:06 PM رد على تعليق بعير الشكرة
عنوان التعليق: غزة
تم حذف التعليق للإساءة
 أبلغ عن إساءة
8.  تعليق بواسطة : محمد شحاتة - بتــاريخ : 5/14/2010 - 8:24 PM رد على تعليق محمد شحاتة
عنوان التعليق: رد على إساءة/ بعيرة الشكرة
شكرا
 أبلغ عن إساءة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق