ونعود للنكد والمصائب والكوارث والفضائح .. فهذا قدرنا .. وهذا عمل يدنا .. لا نلومن إلا أنفسنا .. فنحن من فرطنا في كل شيء .. وقد عوقبنا من جنس ما فعلنا .. بصمتنا وسلبيتنا و هروبنا وخزينا وضعفنا وخوفنا وجبننا .. تسيد علينا أراذلنا .. وتحكم برقابنا سارقونا .. وأودعنا أولادنا وفلذات أكبادنا أمانة في يد الأفاقين والمتسلقين والطفيليين .....فماذا ستكون النتيجة ؟ النتيجة يا طويل العمر ستكون – بل كانت - أجيالاً من المهزومين نفسيا والضعاف روحيأ وبدنيا و عقليا.. النتيجة أجيال من المحبطين المنكسرين البائسين اليائسين الضائعين التائهين .. وذهبت مصر .. ذهبت مصر إلى غير رجعة .. تعال وانظر إلى مثل الأمثال .. وزين الرجال .. ورجل العلم .. وراهب الجامعة .. السيد الأستاذ الدكتور بدرجة عميد كلية الدراسات العربية بجامعة المنيا بصعيد مصر .. انظر إلى جلال المنصب ورفعته .. السيد الدكتور العميد ينتمي إلى الفكر الجديد .. وما أدراك ما الفكر الجديد .. إنه الرمز والشعار العبقري للحزب الوطني الحاكم في مصر .. شعار قمة في البلاهة والعبط والتفاهة .. هل سمعت عن أحد في العالم يقول أنه سيفكر فكرا جديداً؟ .. وهل الفكر يصدر من العقل بنظام موديل السيارات .. فكر موديل 2007 .. فكر موديل 2009؟ نعلم أن الإنسان ينمي حواسه ومداركه بالخبرة والاطلاع والدراسة وغيرها لكنه لا يقرر في لحظة أن يفكر في اللحظة التالية بفكر جديد عن فكره في اللحظة السابقة .. المهم ما علينا .. خلينا في الفكر الجديد .. صاحبنا عميد كلية الدراسات العربية الأستاذ الدكتور محمد رحومة وهو ينتمي إلى الحزب الوطني صاحب الفكر الجديد وقد شغل مدير مركز سوزان مبارك للفنون.. كما أنه قام بتنظيم حفلات خيرية للتبرع لضحايا الأورام تحت مظلة ورعاية الفكر الجديد وبحضور ومشاركة رموز من الفنانين والمتطوعين من المشاهير .. وقد قام العميد باعتماد مبالغ مالية طائلة تقدر بمئات الألوف على سبيل المكافآت والأجور للمشاركين في تلك الحملات من الفنانين والرموز .. وقد تصادف أن شاهد أحد الأساتذة فاتورة مالية تفيد تسلم أحد الرموز من المشاهير والذي تربطه به علاقة مبلغاً مالياً كبيرا نظير مشاركته في تلك الحفلات الخيرية .. فعاتبه ولامه بشده. . فأنكر الرجل استلامه ثمة مبالغ وأنه لم يوقع على ثمة إيصالات بذلك بل وقام بإبلاغ إدارة جامعة المنيا بالموضوع شاكياً مما نسب إليه .. والتقطت الادارة طرف الخيط وتتبعته وفوجئت بأن السيد الأستاذ الدكتور العميد التابع للفكر الجديد قد قام يتزوير إيصالات تفيد صرف مبالغ مالية ضخمة – وعلى غير الحقيقة - للمشاركين في حفلات التبرع لضحايا السرطان واختلس هذه الأموال وأودعها في حسابه .. ياسلام على الفكر الجديد لسيادة العميد .. وتم فتح التحقيق ولأن الأمر يشكل جريمة جنائية فقد تم تحويل الأوراق إلى النيابة العامة التي باشرت تحقيقات موسعة انتهت إلى ثبوت تهمة التزوير في أوراق رسمية واختلاس مبالغ تقدر بمئات الألوف من الجنيهات من المال الحرام وبناء عليه أحيل السيد الأستاذ الدكتور العميد إلى محكمة الجنايات بتهمتي التزوير والاختلاس .. ومع إجراءات المحاكمة.. وشعور ه بثبوت التهمة عليه تمكن السيد العميد من الحصول على موافقة على حضور مؤتمر علمي – شوف إزاي- في ألمانيا .. وسافر بالفعل إلى ألمانيا .. ومن هناك أرسل طلقات استغاثة لمنظمات وجمعيات محددة بأمريكا كمثل الطلقات التي تطلقها السفن التي على وشك الغرق .. زعم لهم فيها أنه مضطهد في بلده – مصر- وأنه هرب منها وذلك لأنه قد تحول عن دينه الإسلام ... وتنصر .. لذلك يخشى العودة إلى مصر .. طبعا أصحابنا في أقباط المهجر بمجرد ما شموا الخبر حتى تلقفوا الرجل .. وسافر العميد الذي هداه الفكر الجديد إلى أن يعلن تنصره حتى يفوز بالحماية ويلوذ بالرعاية من أقباط المهجر والجمعيات الأمريكية التي لجأ إليها باعتباره مضطهدا في بلده .. العجيب أن عميد الفكر الجديد .. قد صدر بعد مغادرته لمصر بيومين حكم قضائي بالسجن المؤبد عن تهمتي التزوير والاختلاس .. ولكنه كان قد طار .. ومن هناك .. من أمريكا .. أعلن عن النصر الباهر بتنصير هذا الصيد الثمين .. السيد العميد محمد رحومة عميد كلية الدراسات العربية بجامعة المنيا .. وحاول من هناك استدعاء أسرته إلا أن زوجته وابنته رفضتا السفر إليه بينما سافر إليه ابنه الطالب في الثانوية العامة وقام بتنصيره وإلحاقه بالعمل بالجيش الأمريكي .. فقد خدع السيد العميد أقباط المهجر كما سبق له أن خدع المسئولين هنا وسرق أموال الشعب بالباطل وتاجر بقضية مرضى السرطان .. وبالطبع لم يكن يعلم أحد من الذين قدموا المساعدة لعميد الفكر الجديد أنه هارب من حكم قضائي بسجنه سجناً مؤبدا .. بل علموا حسبما زعم لهم أنه مضطهد عقائديا في مصر ..
وانفجرت الفضيحة .. وبالطبع .. لن تجد رجلاً واحداً في مصر يتحمل مسئولية هذه الفضيحة .. فكيف كان يمارس رجل بهذه المكان العملية المرموقة هذه الممارسات الدنيئة دون أن يستشعر أحد تلك الممارسات .. وهل إعلان هذا الرجل وترويجه أنه ضمن قافلة أصحاب الفكر الجديد بالحزب الحاكم هو ما منحه الحصانة والمنعة من أن تمتد له يد ؟ ولماذا لم يتم تحديد إقامته أو منعه من السفر طالما أن هناك محاكمة جنائية قائمة بحقه ؟ وكيف لم يتم إيقافه عن عمله بمجرد إحالته للمحاكمة ؟ وكيف تم السماح له بالسفر لحضور مؤتمر علمي بألمانيا؟ بينما هو متهم ويحاكم بتهم مخلة بالشرف والنزاهة والاعتبار؟ وكيف لم تلاحقه الأجهزة المعنية بمجرد صدور الحكم الجنائي ضده بالسجن المؤبد ؟ ولماذا صمت المعنيون عن تبيين أمر الرجل للجهات الرسمية سواء بألمانيا أو بأمريكا مع المطالبة بتسليمه إلى مصر باعتباره مطلوبا للعدالة ؟
أسئلة تطرح أسئلة . . ولكن لا من مجيب .. كتبنا في السابق عن نموذج للأستاذ الجامعي بدرجة عميد مكافح شريف .. واليوم وبعد عشرين عاما نقدم نموذجاً لعميد الفكر الجديد الذي إئتمناه على مصائر وعقول أبنائنا الطلبة .. وبعد ذلك ماذا ننتظر ؟.. سوى الموت على طرقات الضياع .. أوفي أحضان الفكر الجديد !! ..
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق