(1) ضربت أمريكا مدينتي (هيروشيما ) و(نجازاكي) بقنبلتين ذريتين أبادت كل ما على أو ما في أو ما تحت سطح أرض المدينتين اليابانيتن من بشر وشجر وحجر في يوم قيامة مصغر بحسب الصحف الأمريكية وقتئذ .. وكان ذلك باسم حق الدفاع الشرعي .. (2) ضربت أمريكا أفغانستان ثم من بعد ما ضربتها احتلتها ثم من بعد ما احتلتها قضت ولا تزال على الأخضر واليابس والحجة الحرب الاستباقية ضد الإرهاب وحماية المجتمع الأمريكي من خطره باستخدام الحق في الدفاع الشرعي (3) احتلت اسرائيل أراضي دول عربية في محيط مجاور للدولة التي احتلتها وابتلعتها ثم غزت جنوب لبنان ثم دمرت غزة ولا زالت تواصل أعمال القتل والاغتيال وأعلنت الحرب على حماس وحزب الله ومن قبل سافرت طائراتها إلى العراق ودمرت المفاعل النووي العراقي الناشئ وتمهد لضرب المنشآت النووية الإيرانية كل ذلك باسم حق الدفاع الشرعي عن أمنها ووجودها .. (4) احتجت اليابان وكوريا الجنوبية ومن ورائهما أمريكا ضد تجارب كوريا الشمالية النووية وهددوها بإجراءات قد تصل لإعلان الحرب بحجة الحق في الدفاع الشرعي عن أنفسهم ضد الخطر الكوري الشمالي... (5) سحبت أمريكا أعضاء الأمم المتحدة ومجلس الأمن من حبال المصالح المربوطة في أعناقهم واستصدرت قرارات بحصار العراق اقتصاديا ومنع حتى الأدوية والحليب عن أطفال العراق حتى مات منهم الملايين تحت وطأة الحصار لمعاقبة النظام العراقي ثم بعد ذلك اجتياح العراق واحتلاله وتسريح جيشه وتدمير بنيته التحتية وتأليب الطوائف على بعضها وشفط وسرقة بتروله حتى اليوم بحجة الحق في الدفاع الشرعي عن الشرعية الدولية . (6) قامت الحكومات والأنظمة القمعية – وما زالت- بخنق المعارضة وتضييق الخناق على حرية الرأي والفكر باستخدام القوة والقمع والقتل أحيانا باسم الحق في الدفاع الشرعي عن الاستقرار و الشرعية.. (7 ) حاربت أمريكا أطماع الاتحاد السوفييتي في أفغانستان بتجنيد العرب وتجييشهم وإثارة الحمية الدينية فيهم وتشجيعهم وإمدادهم بالسلاح في حربهم – الدينية المقدسة- ضد المد الشيوعي الأحمر حتى هزموه باسم حق الدفاع الشرعي عن بلد مسلم وشعب مسلم (8) ثم عادت أمريكا واستدارت لتحارب أولئك الذين جيشتهم وشجعتهم وأمدتهم بالسلاح عندما وجدوا منها ذات ما وجدوا من أطماع السوفييت فواجهوها فرمتهم بالإرهاب وطاردتهم بعد أن ألبت المجتمع الدولي عليهم وأخافته منهم باسم الدفاع عن الشرعية الدولية .. (9) اسرائيل بصفتها القانونية الثابتة بأوراق الأمم المتحدة هي دولة احتلال تحتل أراض دولة عربية هي فلسطين .. فإن اسرائيل بصفتها دولة استعمارية تقوم بمطاردة المقاومة الفلسطينية وتصفيتها والقبض والقضاء عليها ووصمها بالإرهاب ومحاكمة المقاومين المقبوض عليهم بتهمة الإرهاب وإصدار أحكام عليهم بالسجن مدى الحياة وتعذيبهم في سجونهم .. كل ذلك باسم حق الاستعمار في الدفاع الشرعي عن نفسه ضد المقاومة الإرهابية !! (10) في ظل عالم يتسيده القطب الأوحد – الذي هو أمريكا طبعاً- فإن كل من يدور في فلك مصالحها انما هو مغطى بمظلة حمايتها ومتمتع بامتيازات العربدة والحق في الاعتداء والسلب والنهب والقتل بلا خوف من محاكمة أو ملاحقة دولية لأنه في ركاب الزعيم .. بينما المُعتدىَ عليهم.. والمسلوبة حقوقهم.. والمغصوبة أراضيهم .. والمنفيون قسراً من أوطانهم ... ليس لهم إلا الحصرم ليلعقوه .. وإذا تبرموا أو اشتكوا فلن يسمعهم أحد ... أما إذا انقلب تبرمهم إلى مقاومة بأي نوع فيكونوا بذلك ضمن عداد الإرهابيين المارقين الذي وجب استخدام كل ما هو مبتكر من جميع أسلحة الإبادة الشاملة وذلك كله باسم حق الدفاع الشرعي !! (11) العرب والمسلمون طبعا وطبقاً لمعطيات المجتمع الدولي الحالية فهم لا يخرجون عن أوصاف العالم المتخلف .. وبوتقة الإرهاب ومصدره الأوحد .. والدائر خارج فلك الحضارة وارقي والتقدم بل والمنزوع الانسانية والآدمية وبالمرة منزوع الدسم باعتباره بيئة جفاء عجفاء بدوية صحراوية خارجة تواً من كهوف انسان ما قبل التاريخ ولهذا ما له من آثار أهمها : (أ) ليس لهم حق الدفاع عن نفسهم باعتبارهم متخلفين واستخدام هذا الحق من الممكن أن يؤذيهم أو يجرح أصابعهم لذا لا بد من تجريدهم من ثمة سلاح أو أداة من أدوات الدفاع عن النفس كالأسلحة الاستراتيجية والبيولوجية والنووية إذ هذه الأسلحة مقصورة على الدول الراقية مثل أمريكا وإسرائيل وفرنسا وروسيا وغيرهم .. (ب) ليس لهم (أي العرب والمسلمون) حق الدفاع عن كيانهم أو آدابهم أو فكرهم أو معتقداتهم .. فذلك كله أصل الوباء والبلاء الذي تعاني منه الدول الراقية كأسرائيل وأمريكا وغيرهم.. لذلك يجب للدول الراقية التدخل في تغيير التركيبة الفكرية عند هؤلاء المتخلفين وذلك بتغيير المناهج الدراسية والحد من التعليم الديني وإتاحة الفرصة الكامنة والكاملة لثقافة التحلل والانحلال والتفكك والطعن في المعتقدات وهز الثوابت العقائدية وترويج مبادئ العلمانية لقتل الانتماء الروحاني .. وتثبيت حملة هذه الأفكار في شرايين المجتمعات ليتولوا تمرير ما يحلو لهم ويوافق هواهم وأجندتهم .. فإذا عرض لهم ما يخالف هواهم فإنهم على الفور يقومون بعمل انسدد في الشرايين بإحداث –جلطة- وهذه الجلطة تتمثل في إثارة وإهاجة الزوابع وإقامة الاحتجاجات والتنديد من قبيل ما يحدث حالياً ودائماً إذا ما احتج المجتمع ضد الفكر المخالف لمعتقداته الروحانية وأركانه الفكرية والدينية .. هنا يثور الرابضون في مجاري الشرايين ويقومون من فورهم بعمل انسداد للشرايين وإحداث –جلطة- لا تذوب ولا تذهب إلا إذا انصاع المجتمع تحت وطأتها لهوى الرابطين في شرايينه والتخلي عن حقه في الدفاع الشرعي عن ثوابته ومعتقداته وهويته .. (ج) ليس لهم – العرب والمسلمون – التعرض بأي نوع من أنواع التعرض حتى ولو بالكلام لهولاء المنزرعين تحت جفونه والمنغرسين في شرايينه والرابضين في وعيه .. وإلا يتم تجييش العدالة الدولية ضدهم بتشويه صورتهم وإظهارهم في صورة المتخلفين والمحاربين للإبداع والفكر الحر المستنير والمعطلين لمسيرة التاريخ والمشوهين لوجه الحضارة والمرهبين للفكر الخلاق والمعادين لمخالفيهم حد الموت .. وتبدأ الحملات الدولية لحماية الفكر المبدع ليس أولها سلمان رشدي صاحب الآيات الشيطانية ولن يكون آخرها المفكر المبدع سيد القمني .. من هنا تجد أن الحق في الدفاع الشرعي هو حق( أحادي) يتمتع به الطرف الأقوى في المعادلة ويستخدمه في كافة أغراضه والتي من بينها الاعتداء على الآخرين واستلاب أموالهم وأراضيهم بل وخطفهم بالطائرات العابرة للدول ومحاكمتهم بالمزاج والهوى وسجنهم في جوانتانامو أو في عسقلان أو في النقب أو في بطن البحر لا يهم .. ومحاربة معتقداتهم بإفشاء وترويج الأفكار المنحرفة والمناوئة للثوابت الدينية والمضادة للأعراف البيئية للوصول إلى مجتمعات متفسخة مهترئة فاقدة للبوصلة وضالة للسبيل ومرحبة في النهاية للمحتل والمستعمر الغاصب وإضفاء صفات الكرم وإسداء الشكر إليه لتكرمه بالعدوان على أراضينا واحتلالها وتدميرها وقتل البشر وقلع الشجر والهدم الحجر .. باسم الإنسانية وباسم حق الجاني المغتصب المجرم في الدفاع الشرعي ضد المجني عليه .. أما المجني عليه فليس له إلا الحصرم .. وفي رواية أخرى ليس له إلا العلقم .. أو المرار أو فليضرب رأسه في أقرب قنبلة نووية تسقط عليه من طائرة المجتمع الدولي باسم الدفاع الشرعي !! |
طباعة الموضوع حفــظ الموضوع المفضلـة أرسل المــوضوع Face Book أبلغ عن إساءة |
| ||||||||
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق