كتبهـا : محمد شحاتة - بتــاريخ : 5/27/2009 10:56:16 AM, التعليقــات : 9 |
قرأنا للسيد/ مجدي المصري رسالة بث فيها شكواه إلى رئيس الجمهورية متظلماً من توقيع حجز عليه لصالح الحكومة قد يسوقه إلى السجن دون علمه !!! وذلك باسم القانون !! وكاد أن يدخل السجن مع الداخلين لولا ستر الرحمن .. فقادنا ذلك إلى تبيين اسرار ما حدث له ... ولما كانت الكتابة قد" سرحت" مني فلم يعد لي مفر من عرضها في موضوع كامل ... وسأتحدث كثيرأ فيه بالمصري الدارج لتبسيطه قدر المستطاع ... السيد / مجدي أنت ربما كنت موفق الحظ لاكتشافك الأمر قبل اللحظة القاتلة .. وأما اللحظة القاتلة فهي تحدث عندما تكون الإجراءات التي تم اتخاذها ضدك وبدون علمك تنتهي إلى صدور حكم غيابي ضدك بالحبس " السجن" .. وتفاجأ وبدون أدنى توقع بمن يقتحم عليك منزلك أو محل تجارتك ويضع "الحديد" " الكلابشات" في يديك !!! وتجد نفسك مقذوفأ بك بقوة فعل أذرع الرجال القوية في بطن سيارة محشورأ بين أجساد لن تميزها إلا بعد حين .. تلك هي اللحظة القاتلة .. وأولئك هم رجال الشرطة.. أما عن الأجساد فإنما هي لسعداء الحظ مثلك .. الذين فاجأتهم اللحظة القاتلة .. ووجدوا أنفسهم وبدون أدنى توقع مقبوضأ عليهم ومقذوفأ بهم ومحشورين مثلك في سيارة رجال اللحظة القاتلة .. وهنا يا سيدي تكون الفضيحة قد تمت .. وزادها وزانها تهامس الناس الذين تحلقوا من حولك ليشهدوا مراسم القبض عليك على الهواء مباشرة .. كل ذلك بسبب ثغرات إجرائية قانونية تم استغلالها لتحصيل مال عام للحكومة .. بموجب قانون به ثغرات معيبة صدر لصالح الحكومة.. استغلها موظف عام باسم الحكومة فقام بعمل إجراءات وهمية فيما يشبه الفيلم الهندي... كان فيه هذا الموظف هو المؤلف والسيناريست والمصور ومهندس الصوت والإضاءة والبطل والمخرج كمان !!!! بينما على المواطن التعيس الذي هو أنت أن تشتري كل تذاكر هذا الفيلم غصب عنك ودون أن يحق لك مشاهدته أو مشاهدة أي مشهد فيه.. بل يتم القبض عليك على باب "سينما الحجز الإداري" وتودع بالسجن لأن بطل الفيلم الذي هو موظف الحكومة ذكر اسمك ضمن تترات الفيلم الذي يضم أسماء كثيرين غيرك ممن لا يعرفون عن هذا الفيلم شيئأ ولكن تتطوع الحكومة بطبع جميع تذاكر مقاعد سينما الحجز الإداري الخاوية ليشتري كل منهم نسخة كاملة منها غصب عنه ويحرم من دخول الفيلم .. وهذا هو الذي يغيظ .. وأكيد هو الذي غاظك منهم .. ويؤسفني أن أقول لك أن اكتشافك للأمر قبل أن تعيش اللحظة القاتلة أضاع عليك فرصة حياتك .. لأن الفيلم لو كان قد اكتمل حتى النهاية ودخلت السجن فلسوف تكون أمامك فرصة كبيرة لتبيع للمساجين تذاكر الفيلم الهندي بتاع الحجز الإداري والذي حرموك من مشاهدته .. وتكون بذلك قد عوضت خسارتك وممكن تحقق أرباحأ من عملية البيع وتلاقي إن أفلام الحجز الإداري حلوة وجميلة وبتكسب .. وبدل ما تبعت رسالة احتجاج ... نلاقيك باعت – من السجن- تلغراف تهنئة للحكومة بالعيد القومي لقانون الحجز الإداري أعاده الله عليكم وعلينا بالصبر والسلوان !!! وعلى فكرة أنا مستعد أكلمك عن ثغرات "الفيلم" قصدي القانون بتاع الحجز الإداري بس بشرط ... تديني نص التذاكر بتاعة الفيلم اللي أجبروك على شراءها وحرموك من دخول فيلم الحجز الإداري ... ولا أراكم الله مكروها في حجز لديكم ... اتفقنا ؟؟ توكلنا على الله ... قبل ما نتكلم عن الثغرات نبين الأول طبيعة قانون الحجز الإداري بس بالفلاحي أي ببساطة .. حيث إن الدولة " الحكومة" تمد الموطن بالمرافق الحيوية التي هي صاحبتها كالكهرباء والمياه والتليفونات وخدمات أخرى وذلك مقابل رسوم اشتراك يسددها المواطن عن استفادته بهذه الخدمات .. فإذا انتظم المواطن في سداد ما عليه فهو حبيب الحكومة ونور عينيها .. أما إذا لم يلتزم المواطن فهناك قانون ينظم طريق تستخدمه الحكومة في تحصيل حقوقها لدى هذا الموطن النمرود .. هذا القانون إسمه بقى " قانون الحجز الإداري" وهو يعني إجراءات الحجز على أملاك الموطن وشل حريته عن التصرف فيها لحين سداد حق الحكومة عنده .. وذلك يكون بوضع الحراسة على أملاك المواطن المنقولة بالأساس أي التي يمكن نقلها من مكان لآخر كالتليفزيون والثلاجة وحجرة النوم وغيرها .. وتعيين أحد الناس حارسأ على هذه المحجوزات وغالبأ ما يكون المواطن مالك هذه المنقولات هو الذي يعين حارسأ عليها لصالح الحكومة.. وبعد كده يتم إعطاؤه مهلة ليتدبر سداد المبلغ المديون به للحكومة .. فإذا فعل يتم رفع الحجز وكأنك يا دار ما دخلك شر .. أما إذا لم يفعل فكأنك يادار دخلك الشر من كل باب وشباك ومن فوق السطوح كمان ... أصله مش أي شر .. ده شر الحكومة .. ورغم أن القانون بالأساس هو قانون محترم ينظم العلاقة بطريقة متوازنة بين الحكومة والمواطن باعتبارهما طرفان لكل منهما حقوقه والتزاماته تجاه الآخر ... إلا أن القانون أعطى الحكومة "حتة لحمة زيادة من نوب المواطن" وذلك باعتبار أن الحكومة هي اللي هاتجري وتبرطع ورا المواطن في كل مكان علشان تحصل فلوسها منه ... ودا بقى اللي طمع الحكومة انها تاخذ حتى حتة اللحمة اللي في إيد الموطن وقبل م تدخل بقه .. كمان تاخد كل الأكل اللي على الطبلية " السفرة بالأمريكاني !!" وتاخد الطبلية نفسها ومفيش مانع تاخد البيت اللي فيه الطبلية والنجار اللي صنعها وهلما جرا... إزاي ؟؟؟ أنا أقول لك .... القانون بيقول واجب على موظف الحكومة "بتاع الحجز" إنه يخطر المواطن المدين بطريقة رسمية ومهذبة بضرورة سداد مديونيته وبمهلة كافية.. إذا لم يلتزم المواطن بالسداد يتوجه مندوب الحجز إلى عنوان الموطن بعد إخطاره بما سيتم من حجز في شأنه ويخبط على الباب ويبين شخصيته ومأموريته ويكون مصطحبأ معه شهودأ معينين لتأكيد سلامة الإجراءات ويعيد طلب سداد المديونية من المواطن فإن لم يمتثل .. هنا يشرع الموظف في إجراء الحجز على أي منقول داخل بيت المواطن ويكون ثمن هذا المنقول تقديريا مناسبأ للدين بتاع الحكومة .. وعلى الموظف أن يحدد في محضر خاص يثبت في كافة إجراءت الحجز من حيث التاريخ والمكان والأشخاص وصفتهم وعنوان المواطن وإثبات شخصيته ولا بد أن يبين وصف الشيء الذي حجز عليه تحديدأ وبطريقه تميزه عن غيره وثمنه التقديري .. وبعد الحجز لا يغادر المندوب مكانه قبل أن يعين أحد الأشخاص حارسأ على الأشياء التي حجز عليها وبالطبيعي أن يكون المواطن المديون هو الأنسب لتعيينه حارسأ على منقولاته المحجوز عليها لصالح الدولة .. ولا مانع من تعيين أي شخص آخر غيره .. وهنا نأتي للملعوب الكبير الذي كاد أن يوصل مجدي المصري للحظة القاتلة وأن يفتح له باب الحظ السعيد ليبيع التذاكر داخل السجن .. قانون الحجز الإداري إفترض بكل بلاهة حسن النية والأمانة والجدعنة عند الحكومة وموظف الحجز وعلشان يعطيه مرونة ويمنح إجراءاته إنسيابية وسهولة .. فقرر القانون أن يجوز لموظف الحجز أن يحضر أي شخص من قفاه ويعينه ولوغصب عنه ولو بدون رضاه حارسأ على المنقولات التي قام بالحجز عليها . ومعنى ذلك أن تكون المحجوزات " عهدة" في ذمة الحارس ليحافظ عليها ويتعهد بتسليمها يدأ بيد للموظف عند عودته مرة أخرى لاتخاذ إجراءات بيعها في مزاد علني وعلى الهواء مباشرة جزاء نكالاً للمواطن المدين اللي مش عايز يسدد اللي عليه للحكومة. ... ولا يجوز لأي مواطن على أرض مصر أن يعترض على يد موظف الحجز المهيمنة على قفاه ولا أن يعترض على تعيينه "حارسأ" غصب عنه على المنقولات المحجوز عليها .. وفوق كده وكده .. خد عندك .. حتى ولو رفض المواطن النمرود التوقيع على محضر الحجز اعتراضا منه على تعيينه حارسأ.. فالقانون هنا يخاطب الموظف قائلآ : إذا اعترض أو امتنع المواطن النمرود كمدين عن التوقيع أو المواطن الآخر النمرود كحارس على محضر الحجز فلا عبرة باعتراضه أو امتناعه ويكفي فقط أيها الموظف الصالح أن تكتب أنه رفض التوقيع .. وامضي في طريقك أيها الموظف الصالح تحيطك رعاية وعناية الحكومة ويشملك دعاؤها لك بالسداد على طريق الخير خطاك .. باعتبار أن السداد بتاع المواطن النمرود لمديونيته محصلش .. وبالفعل يمضي الموظف الصالح في طريقه .. وطريقه هنا يكون مكتبه أو منزله أو مقهاه أو في الشارع أو على سريره .. ويقوم بتحرير إجراءات التنبيه بالسداد وإجرءات الحجز وتعيين الحارس وكذلك إجراءات إختلاس وضياع المحجوزات وذلك كله في غياب ودون علم المواطن النمرود أو الحارس النمرود أو معاينة المنقولات .. أما كيف ذلك ؟ أقول لك . هنا يتجلى الإبداع والخيال العلمي عند الموظف الصالح فطالما أن ليس هناك مدين أو حارس أو منقولات أمامه ... فإنه يبدأ على الفور في اتخاذ إجراءات الفيلم الهندي وذلك بأن يقوم بتأليف قصة هندية و سيناريو هندي وفي داخل الاستديو الهندي يبدأ تصوير الفيلم من بدايته حتى لما أميتاب باتشان يروح يقتل كل اللي قتلوا أبوه قبل ما أبوه يتجوز أمه .. كان هذا هو الموجز وإليكم التفصيل ... فإن الموظف الصالح بعد الانتهاء من كتابة كل ورقة من تلك الأوراق ودون أن يتحرك من مكانه فإنه يقوم بنقل الورقة من يده اليمنى إلى يده اليسرى كدلالة على إعلان الورقة للمواطن أو الحارس النمرود وينتظر دقيقة حدادأ ثم يعيد الورقة مرة أخرى من يده اليسرى إلى يده اليمنى كدليل على أن المواطن النمرود تم إعلانه وإحاطته علماً بما يجري له أو حوله أو فيه .. وبما أن الورقة قد عادت من يد الموظف الصالح اليسرى إلى اليمنى دون توقيع المواطن النمرود عليها بالعلم فإن الموظف الصالح يكتب فورأ أن المواطن النمرود والحارس النمرود قد رفض التوقيع ؟؟؟ هنا .... وهنا بالذات ... تكون مهمة الموظف الصالح قد تمت بنجاح تكلأه عناية ودعوات الحكومة ويبرح السرير أو المقهى بعد أن يحاسب على المشاريب .. ويتوجه إلى النيابة العامة لاتخاذ إجراءات توجيه الاتهام إلى المواطن النمرود باعتباره قام باختلاس وتبديد والاستيلاء على الأشياء أو المنقولات المحجوز عليها لصالح الحكومة لنفسه إضرارأ بالحكومة .. وتقيد قضية ضد المواطن النمرود دون علمه !! ويصدر الحكم عليه بالسجن دون علمه!! وهنا نكون وصلنا بحمد الله إلى اللحظة القاتلة التي ذكرناها في أول كلامنا حين يجد مجدي المصري وبدون أدنى توقع من يقتحم عليه منزله أو محل تجارته ويضع "الحديد" " الكلابشات" في يديه ويجد نفسه مقذوفأ به ببركة أذرع الرجال القوية في بطن سيارة محشورأ بين أجساد لن يميزها إلا بعد حين .... |
طباعة الموضوع حفــظ الموضوع المفضلـة أرسل المــوضوع Face Book أبلغ عن إساءة |
| ||||||||
| ||||||||
| ||||||||
| ||||||||
| ||||||||
| ||||||||
| ||||||||
| ||||||||
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق