كتبهـا : محمد شحاتة - بتــاريخ : 6/2/2009 2:13:31 PM, التعليقــات : 14 |
كانت التحليلات التي وضعتها الاستخبارات في الولايات المتحدة قبل تجدد العمليات القتالية في العراق بمدة طويلة تقر بأن
" أشد أعداء واشنطن هولاً في العراق في الشهور المقبلة قد يتمثل في استياء العراقيين العاديين الذين يزداد عداؤهم باطّراد للاحتلال العسكري الأمريكي"
وفقاً لما قاله دجلاس جيل ودافيد أ. سانجر في نيويورك تايمز في سبتمبر (2003) .
ومن شأن العجز عن تفهّم جذور ذلك العداء ( لا مجرد المقاومة المسلحة التي تشغل العناوين الرئيسية للصحف ولقطات التليفزيون ) ألاّ يؤدي إلاّ إلى زيادة سفك الدماء وجمود الموقف .
وحتى لو نحينا جانباً القضية الرئيسة للغزو الإجرامي , فالواضح أن هذا الصراع المديد القائم على العنف , بما في ذلك ما تكشَّف من بشاعات في الفلوجة وغيرها , لم يكن ليندلع لو كان الاحتلال الذي قادته أمريكا أقل صلافة وجهلاً وعجزاً ,
فالفاتحون الذين يرغبون في نقل السيادة الحقة , وفق ما يطلبه العراقيون , كان عليهم أن يختاروا سبيلاً مختلفاً ..
ومن بين الذرائع الكثيرة التي وضعتها إدارة بوش لغزو العراق
( اعتناقُها رؤيةً لثورةٍ ديمقراطية في شتى أرجاء العالم العربي ),
ولكنها تتحاشى أقرب أسباب الغزو إلى المنطق تحاشياً واضحاً ,
ألا وهو إنشاء قواعد عسكرية مأمونة في دولة عميلةٍ في قلبِ مصادر الطاقة الكبرى في العالم .
والعراقيون لا يتحاشون هذه القضية الجوهرية . فقد أجرت وكالة (جالوب لاستطلاع الآراء )استطلاعاً في بغدد أعلنت نتائجه في أكتوبر "2003" وسألت الناس فيه عن :
أسباب غزو الولايات المتحدة للعراق .
وقال 1% واحد في المائة من السكان إن السبب هو إرساء الديمقراطية , وخمسة بالمائة "لمساعدة العراقيين"
وأما معظم الباقين فقالوا إن دافع واشنطن هو السيطرة على موارد العراق وإعادة تنظيم الشرق الأوسط بما يحقق المصالح الأمريكية ..
ونشرت في ديسمبر "2003" نتائج استطلاع آخر للرأي أجرته منظمة (أوكسفورد الدولية للبحوث,)
وهي تكشف لنا عن بعض الحقائق .
كان السؤال الذي وجهته هو " ماذا يريد العراقيون الآن؟
واختار أكثر من 70% " الديمقراطية" ونسبة 10% "سلطة الائتلاف المؤقتة. و15% مجلس الحكم المؤقت في العراق , وبمصطلح "الديمقراطية" كان العراقيون يعنون الديمقراطية الحقة...لا السيادة الاسمية التي تدبرها الإدارة الأمريكية ..
ويقول الاستطلاع إنه – بصفة عامة-
(لا يثق الناس في القوات الأمريكية - البريطانية "79%" ولا في سلطة الائتلاف المؤقتة" 73%" .
وأما أحمد جلبي , حبيب واشنطن, فلم يحظ بأي تأييد!!!!
وقد برز الصراع بين الولايات المتحدة والعراق حول السيادة بصورة واضحة في الذكرى السنوية الأولى للغزو .
وكتب ستيفن جلين في صحيفة بوسطن جلوب يقول ( إن بول فولفوفيتر "ورجاله" في البنتاجون أعلنوا:
(أنهم يفضلون وجوداً ثابتاً طويل المدى للقوات الأمريكية هناك , ووجود جيش عراقي ضعيف نسبياً , باعتبار ذلك أفضل سبيل لترعرع الديمقراطية)
وليست هذه هي الديمقراطية كما يفهم العراقيون ذلك المصطلح , ولا كما يفهمه الأمريكيون في ظل الاحتلال الأجنبي ..
ولو لم يؤدِ الغزو إلى إقامة قواعد عسكرية ثابتة في دولة عميلة تابعة من النوع التقليدي , لما كان هناك معنى للقيام به أصلاً .,
كان يمكن استدعاء الأمم المتحدة هنا . ولكانت واشنطن تطلب منها " كما جاء في تعليق فاينانشال تايمز في يناير "2004"
" أن توافق على إنشاء حكومة عراقية في المستقبل لا تتمتع إلا بسيادة اسمية وشرعية مشكوك فيها , وأن تتيح للدول المحتلة إبقاء قواتها في العراق بناء على دعوة من هذه الحكومة " .
|
طباعة الموضوع حفــظ الموضوع المفضلـة أرسل المــوضوع Face Book أبلغ عن إساءة |
| ||||||||
| ||||||||
| ||||||||
| ||||||||
| ||||||||
| ||||||||
| ||||||||
| ||||||||
| ||||||||
| ||||||||
| ||||||||
| ||||||||
| ||||||||
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق