في إنجاز تاريخي غير مسبوق ... وبأداء مسيطر ومتميز ..
وبنتيجة لم يتوقعها أشد المتفائلين في مصر ولا أشد المتشائمين في الجزائر ..
عزف
المنتخب القومي المصري لحن السيمفونية "الرابعة" على أرض "بنغيلا" بأنجولا
فرقص الملايين على ضفاف النيل طربا وفرحاً على أنغام أقدام عبد ربه وزيدان
وعبدالشافي وجدو وهي تسجل أربعة تذكارات تاريخية محت ومسحت كل ما علق بهم
من أحزان واتهامات بعدم الكفاءة ..
كان هدوء الأعصاب والتركيز والبعد عن الشحن العصبي هم مفاتيح فوز أبناء النيل ..
كما
كان التصميم على محو ذكرى أم درمان وإثبات الذات هو محور ذلك الأداء
العالي الذي انتزع آهات الجماهير الأفريقية والعربية من المحيط إلى الخليج
...
كان
منتخب مصر ومنذ ضربة البداية واثقاً من نفسه وشن الهجمات تلو الهجمات على
المنتخب الجزائري والتي ترجمت إحداها إلى ضربة جزاء صحيحة في الدقيقة 37
من الشوط الأول إثر عرقلة صريحة من اللاعب الجزائري "حليش" للقناص المصري
عماد متعب نال على أثرها "حليش" الإنذار الثاني ثم الطرد.. وسدد على إثرها
حسني عبد ربه أولى أهداف الرباعية المصرية حين تقدم للتسديد ثم توقف فجأة
ليتحرك الحارس "الشاوشي" في جهة ليودع عبد ربه الكرة بعيداً عنه تماماً .,.
ثم
في الشوط الثاني يفاجئ الثعلب الداهية زيدان الجميع بقذيفة حملت جميع
أشكال الروعة والجمال ليسكنها شباك الشاوشي الذي لم يستطع سوى النظر إليها
..
وفي
الدقيقة 81 من عمر المباراة يشن اللاعب البديل "عبد الشافي" إحدى غزواته
على المرمى الجزائري ليصوب الكرة من زاوية ضيقة جداً لتسكن شباك الشاوشي..
ويختتم "جدو" كعادته الرباعية بهدف أحرزه في الوقت بدل الضائع وهو الهدف الرابع له ليصير هداف البطولة حتى الآن ..
وقد
فقد الفريق الجزائري تركيزه ولم يتحكم في زمام أعصابه فجنح إلى الخشونة
الواضحة وغير المبررة والإيذاء المتعمد مما اضطر معه الحكم البنيني إلى
طرد لاعبين آخرين أحدهما حارس المرمى "الشاوشي" فتأثر أداء الفريق
الجزائري كثيراً خاصة في ظل الثقة المتزايدة عند الفريق المصري الذي لم
يستجب لاستفزازات اللاعبين الجزائريين ...
بهذه النتيجة التاريخية فقد ضرب المنتخب المصري جميع العصافير بأربعة أهداف ..
أولها إثبات أن الهزيمة في أم درمان والخروج من تصفيات كأس العالم لم يكن لضعف أو وهن أو عدم جدارة بل لعدم التوفيق..
ثانيها الصعود للنهائيات لتحقيق انجاز تاريخي بالفوز بكأس الأمم الإفريقية للمرة السابعة والمرة الثالثة على التوالي..
ثالثها أن هذه هي المباراة الثامنة عشر على التوالي في كئوس الأمم الأفريقية والتي لم تخسرها مصر ...
ورابعها مصالحة المنتخب المصري لجماهير مصر العريضة ورسم البهجة على وجوهها..
تحية من القلب لمنتخب مصر لفوزه التاريخي ..
وتحية
للمنتخب الجزائري على أدائه الممتع أمام كوت ديفوار وكفاحه المشرف في هذه
البطولة .. وكل التمنيات لمنتخب مصر أن يفوز بكأس الأمم الإفريقية ..
وكل التمنيات أو يثبت المنتخب الجزائري جدارته في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا...
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق