الملحد لأنه يجحد وجود الله تعالى وينكر أن له رباً خالقاً ورسلاً مبتعثين وأنبياء مبلغين رسالات السماء للبشر..
فإنه بالتالي لا يعترف بثمة أوامر ربانية.. أو زواجر إلهية.. ولا يقتدي برسل السماء ولا يهتدي بهدى الأنبياء ..
بل
ربما ومن منطلق النظرية الأثيرة لدى الملاحدة وهي نظرية ( خالف تعرف) تجده
وعلى طول الخط يتعقب مسالك أصحاب الديانات السماوية والإسلام منهم خاصة
ليخالفها .. ويحض على إزدرائها .. والسخرية منها سواء فيما يأتونه.. أو
فيما يمتنعون عنه صدعاً لعقيدتهم وانصياعاً لقوانين دينهم ..
وقياساً على ذلك وفيما يخص (الطهارة) والتي نجد المسلم مأموراً بالالتزام بها في نفسه أولاً .. وكذا في جسده.. وفي مأكله.. ومشربه ..وملبسه .. ومسكنه ..
لذا كانت الطهارة مطلباً لصيقاً وإلتزاماً وثيقاً للمسلمين على طول امتداد الرسالات السماوية ..
والكفرة والمشركون والملاحدة يبدو أنهم ينفرون من (الطهارة ) التي يخلو منها قاموسهم ..
لا تتعجب وإذا تعجبت فأقرأ معي قول الحق جل وعلا:
( وَلُوطًا
إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ
(54) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ
بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55) فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ
إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آَلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ
أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56)
صدق الله العظيم ..
فالكفرة والمشركون لا يطيقون الطهارة ولا المتطهرين ولا الخاضعين لناموس الحياة ونداء الفطرة السليمة ..
فقوم
لوط ومن على شاكلتهم من الكفار والمشركين وملاحدة هذا الزمان الذين لا
يرون في اللواط عيباً.. ولا في الشذوذ الجنسي نقضاً للنواميس.. ولا في
زواج المثليين والمثليات ولا في المساحقة ثمة تثريب !! ..
بل يشجعون وينادون ويطالبون بتقنين حتى زواج النساء وكذا الرجال من الكلاب والحيوانات طالما توافر عنصر الرضا !! ..
لذا فهم لا يعترفون بحرمة شيء مما حرمه الله على المسلمين ..
فعلى المسلم أن يتطهر من النجاسة ومن القذر ومن الوسخ ومن فضلات الغائط والبول وغيرها ..
أما الملاحدة فهم أحرار أن يلغوا في النجاسة وأن يغرقوا في القذر والوسخ فلا أحد يلومهم ..
فكما
أن الماء هو العنصر الأساسي في الطهارة والاغتسال عند المسلمين .. خاصة في
الوضوء ولا يجوز اتخاذ بديل عن الماء إلا التيمم في حالة عدم وجوده ..
وكذا التطهر بالماء عند التغوط والتبول..
فإن الملاحدة خاصة المرتبطين ببهارج الحضارة وبريق الغرب تلعب معهم(أوراق الـكيلينكس)
دوراً أساسياً في حياتهم .. وفي حماماتهم .. وفي مضاجعهم .. حيث
يستخدمونها جافة ومعطرة وناعمة وخشنة- رغم وجود الماء الطهور- ثم يغطون
أنفسهم بالعطور لتغطية ما علق بأجسادهم من أدران لم تفلح أوراق الكيلينكس
في محوها إلى أن تمحوها حمامات الماء حين يضطرون(إضطراراً ) للجوء إلى
الماء للاستحمام !!..
أما المسلم .. فكما أسلفنا .. فإن الصلاة المفروضة عليه وعددها (خمس)
صلوات تتفرق على مدار اليوم يتعين على كل مسلم بالغ وعاقل أن يؤديها
ويتوجب عليه أن يتوضأ ( يغتسل) قبل كل صلاة وذلك بأن يفيض الماء على أجزاء
جسده كيديه وقدميه ووجهه وأذنيه وبالجملة يطهر جميع فتحات الخروج في جسده
من الأدران والقذر ..
ما يعني أن المسلم يتوضأ (يطهر جسده بالماء) بانتظام خمس مرات على الأقل على مدار اليوم ..
كما أنه اقتداء بنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم يقوم في كل صلاة باستخدام فرشاة (السواك) لتنظيف وتطييب أسنانه وفمه ..
كما أنه يغتسل اغتسالاً كاملاً قبل صلاة الجمعة من كل أسبوع .. ثم يتوجه للصلاة إلى الله ربه وخالقه ..
والصلاة بمعناها الاصطلاحي ( الدعاء)
أي أن المسلم بصلاته إنما يدعو ربه في صلاته المنتظمة.. كما يدعوه آناء
الليل وأطراف النهار كأن يرفع كفيه للسماء.. أو أن يسجد على الأرض خاشعاً
خاضعاً .. أو ممتناً .. أو راجياً .. أو متضرعاً .. أو شاكراً.. أو
متصبراً.. أو محتسباً.. أو راضياً ..
وهو في ذلك يؤدي دعاءه واقفاً .. أو جالساً.. أو راكباً ..أو مضجعاً.. أو راقداً .. أو سائراً.. أو مهرولاً ...
وكلها علامات للخشوع والخضوع لا يفقهها الملحدون ولا يعيها الكافرون ولا يستشعرها مرضى القلوب والصدور ..
لذا فإنهم يسخرون ويتهكمون على المطهرين ..
ومن عجب .. ومن شدة العجب ..
أن جاء الزمان الذي تسخر فيه قذارة الكفر من حرص المسلمين على الطهارة !!..
فعلاً ..
((فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آَلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56)) صدق الله العظيم
ويا أيها الملحدون ..
إن تسخروا منا .. فإنا نسخر منكم كما تسخرون ..
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق